الجنس »•: : العمر »•: : 35اڷمڜارگات »•: : 1126نقاط التميز »•: : 3409تقييم العضو »•: : 21
معلومات الاتصال
موضوع: قراءة نفسية في عقيدة التشيع(4)صلة اليهود بالشيعة الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 3:11 pm
الفصل السادس
الصلة النفسية بين الشيعة واليهود
بين الفرس والشيعة وبين اليهود صفات مشتركة، و.. صلات. وهو ما يفسر لنا سر العلاقة التاريخية الجامعة بينهما. فـ(عندما جاء قمبيز إلى مصر قدم اليهود فروض الولاء لهذا الملك الفارسي الذي أظهر عطفه على اليهود، ولم يمس معبدهم بسوء. في حين أن كثيراً من معابد المصريين تعرضت للتدمير والتخريب. وساهم اليهود في إخماد ثورة المصريين ضد الفرس) . وقمبيز هذا هو ابن الملك الفارسي كورش الذي تآمر مع أخواله اليهود فاحتل العراق ودمر بابل، وأعاد اليهود إلى فلسطين وبنى لهم هيكلهم؛ فاعتبروه مخلصاً ربانياً لهم، ووصفوه بأنه المسيح المنتظر. وقد مجدوه بذلك في توراتهم فقالوا: (هكذا يقول الرب لمسيحه، لقورش، الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمماً، وأحل أحزمة ملوك، لأفتح أمامه المصراعين، فلا تغلق الأبواب. إنني أمشي أمامك، وأمهد الهضاب، وأحطم مصراعيّ النحاس، وأكسر مزاليج الحديد، وأعطيك مكنونات الكنوز وذخائر المخابئ، حتى تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك، إله إسرائيل، لأجل يعقوب عبدي، وإسرائيل الذي اصطفيته دعوتك باسمك، لقبتك وأنت لا تعرفني) (أشعيا 45: 1-4) . وقديماً عبد اليهود العجل رمز القوة عند قدماء المصريين. ولو كانت نفوسهم سوية أبية لكفروا به وحطموه؛ لأنه معبود أعدائهم الذين أذلوهم واضطهدوهم. لكنها نفوس خربة منحرفة لا تستجيب إلا لمنطق القوة التي تقدسها وتحترمها إلى حد العبادة. ولا تنقاد إلا لمن يذلها ويقهرها. ولأمرٍ ما كانت معجزتهم (العصا) - عَلامةَ الانصياع والإذلال. وقد أخذ الله تعالى عليهم الميثاق تحت الطور الذي رفعه فوقهم كالظلة. وكانت مواعظ النبي محمد r ومحاولاته السلمية تذهب دائما أدراج الرياح: فكان r في كل مرة يلتجئ إلى القوة كحل أخير أو نهائي وحيد، لدفع ضرهم، إن لم يفلح في كسب نفعهم. حتى قال الرب جل وعلا: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:75،76). وهي أخلاق المصابين بعقدة (الفارسية) يحرفون كلام الله، وتسعة أعشار دينهم التقية والكذب!
تشابهت قلوبهم فتشابهت عقائدهم يقول تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (البقرة:118). فأرجع الله تعالى السبب في تشابه العقائد إلى تشابه القلوب. وهو كما قال تعالى في موضع آخر: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) (الذريات:53،52). فإذا كان الزعم بأن اليهود كالشيعة يعانون من أمراض وعقد نفسية، وأن هذه العقد هي التي كونت عقائدهم، وأن الفريقين متشابهون في أصول أمراضهم وعقدهم؛ فلا بد أن ينعكس هذا التشابه في العقد تشابهاً في العقائد. وهذا ما سنثبته في هذا الفصل إن شاء الله. والذي أريد أن أصل إليه هو أن تشابه العقائد راجع إلى تشابه القلوب والعقد. فتكون النتيجة - ضرورةً - تشابه العلاج الذي ينبغي أن يوصف للطرفين. وإذا كان اليهود علاجهم قد وضعه الله تعالى بين ثنايا كتابه، وطبقه رسوله r في سنته وسيرته، فما علينا إذن غير تعيين عناصر هذا العلاج، ونقله إلى دائرة الشيعة. علماً أن التشابه بين الطرفين لاحظه المختصون منذ زمن مبكر. منهم شيخ الإسلام في (منهاج السنة). وكتبت فيه مؤلفات. ولهذا لم يكلفني هذا الموضوع سوى الجمع والتأليف، مع زيادات مهمة ليست كثيرة. فجزى الله خيراً من سبق وكتب فيه، ووفر علينا عناء البحث من أول الطريق. ولا ننسى أن المؤسس الأول للتشيع - عبد الله بن سبأ - كان فارسياً يهودياً؛ فاللقاء بين اليهود والفرس والشيعة كان من البداية. وقد قسمت هذا الفصل إلى ثلاثة مباحث: المبحث الأول في تشابه الفريقين في العقائد. المبحث الثاني في تشابههما في العقد والأمراض النفسية من خلال البحث في المعالم النفسية لدى الشخصية اليهودية. المبحث الثالث في عناصر العلاج الرئيسة، من خلال النظر في المنهج القرآني في التعامل مع اليهود.
المبحث الأول
تشابه عقائد الشيعة مع اليهود
الدفعة الأولى: خمس عقائد مشتركة مما يلفت الانتباه عند النظر في حديث القرآن الكريم عن اليهود جملة آيات في موضع واحد منه تطرقت إلى ذكر خمس عقائد من عقائدهم، وقد تصدرت بالتيئيس من إيمانهم بسبب وجودها عندهم. هذه العقائد الخمسة موجودة بنصها عند الشيعة! يقول تعالى: 1. (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:75). وفي الآية الحديث عن عقيدة التحريف المشتركة بين اليهود والشيعة. 2. (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:76). وفيها عقيدة (التقية) المحرفة عند الطرفين. (أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77). 3. (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ) (البقرة:78). وغالب الشيعة – وفي مقدمتهم علماؤهم - جهلة بما في الكتاب، لا يعلمون عنه (إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ). وحوزاتهم ليس فيها درس للقرآن! ولا من منهاجهم حفظ جزء واحد منه! ويبقى الطالب يدرس أكثر من عشر سنين لا يمسك بيده في حجرة الدرس المصحف يوماً من الأيام! ونادراً ما سمعت معمماً شيعياً يتلو آيات من القرآن إلا ويخطئ فيها! وقد حرفوا معانيه وطوعوها لأمانيهم وظنونهم؛ فهم أولى العالمين بقوله تعالى: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ). 4. (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة:79). وهذا ما يفعله علماء الشيعة بلا استثناء. 5. (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80). بل إن الشيعة سبقوا اليهود في هذه! فاليهود سلموا بأن النار ستمسهم أياماً معدودة. أما الشيعة فيعتقدون أن النار لن تمسهم قط مهما عملوا من ذنوب، وارتكبوا من فواحش واجترحوا من معاصي!!! والمعروف أن عقائد الشيعة وطقوسهم تتطور مع الزمن، فلا يأتي عليهم زمان إلا والذي بعده شر منه. فلعلهم طوروا هذه العقيدة بعد أن أخذوها عن اليهود.
سلسلة من العقائد والطقوس المتشابهة وهذه بعض العقائد والطقوس المشتركة بين اليهود والشيعة:
اليهود الشيعة 1. تعطيل العقل والتسليم للحاخام أوجبت اليهود تصديق الحاخام حتى لو قال بأن يدك اليسرى هي اليمنى! جاء في التلمود: (اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء وزيادة… فإذا قال لك الحاخام: إن يدك اليمني هي اليسرى وبالعكس فصدق ولا تجادله). الكنز المرصود في تعاليم التلمود، يوسف نصر الله ، ص 46.
1. تعطيل العقل والتسليم للفقيه أو الإمام وكذلك قالت الشيعة بوجوب تصديق الإمام حتى لو قال بأن الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار! فقد ادعوا أن جعفر بن محمد سئل: يا ابن رسول الله إن الرجل يُعرف بالكذب يأتينا بالحديث عنكم أنرده؟ قال: يقول لكم: إن جعفر بن محمد يقول: الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار؟ قالوا: ما يبلغ هذا الحد. فقال: إن قال لك: إن جعفر بن محمد يقول: الليل ليس بليل والنهار ليس بنهار فلا تكذبه؛ فإنك أن كذبته إنما كذبت جعفر بن محمد. بصائر الدرجات ، ص 154.
2. الحاخامات يعلمون الملائكة الدين يزعم اليهود أن الحاخامات (الربانيين) يعلمون أهل السماء. جاء في التلمود: (أن الربانيين يعلمون أهل السماء). همجية التعاليم الصهيونية ص 25. بل قالت اليهود بأن الله يستشير الحاخامات في حلول أي مشكلة معضلة. جاء في التلمود: (إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد معضلة لا يمكن حلها في السماء ). الكنز المرصود ، ص 46. 2. الأئمة يعلمون الملائكة الدين ويزعم الشيعة أن أئمتهم هم الذين علموا الملائكة التوحيد. جاء في رواية طويلة فيما افتروه على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: (... ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واستعظموا أمورنا فسبحنا لتلعم الملائكة أنا مخلوقون، وأنه منزه عن صفاتنا فسبحت الملائكة لتسبيحنا ونزهته عن صفاتنا... فبنا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده). علل الشرائع ، ص5. 3. الشريعة كلام الحاخامات يتمسك اليهود في جميع أنحاء العالم بتعاليم التلمود، ويعتبرونه كتاباً منزلاً. إذ يرون أن الله تعالى أعطى موسى عليه السلام التوراة على طور سيناء مدونة. ولكنه أعطاه التلمود مشافهة. ولا يكتفي اليهود بهذا، بل يضعون التلمود في منزلة أسمى من التوراة والتلمود من ستة الاف صفحة. جاء في التلمود: (يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة أي التوراة). الكنز المرصود ، ص 45. بل جاء فيه: (من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت دون من احتقر أقوال التوراة. ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط؛ لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى). 3. الشريعة كلام الأئمة أو المراجع يقول الخميني دجال الشيعة: (إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن لا تخص جيلاً خاصاً، وإنما هي تعاليم للجميع في كل عصر ومصر إلى يوم القيامة). الحكومة الإسلامية ، 112. قارن هذا القول بما ينسبه الكليني كذباً إلى جعفر الصادق أنه قال: (ما جاء به علي (ع) آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه… المتعقب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله). أصول الكافي: 1/196.
4. الرد على الحاخام كالرد على الله يعتقد اليهود بأن من جادل حاخامه كمن جادل الله. جاء في التلمود: (من يجادل حاخامه أو معلمه فقد أخطأ؛ وكأنه جادل العزة الإلهية)/ الكنز المرصود ، 46. 4. الرد على الإمام أو الفقيه كالردعلى الله ويتعقد الشيعة العقيدة نفسها في الإمام بأن الراد على أئمتهم كالراد على الله. يقول محمد رضا المظفر: (أن أمرهم أمر الله تعالى ونهيهم نهيه وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته و.. ولا يجوز الرد عليهم والراد عليه كالراد على رسول الله والراد على رسول الله كالراد على الله تعالى) عقائد الإمامية ، ص 106. وكذلك الأمر بالنسبة للفقهاء (الحاخامات) يقول محمد رضا المظفر وغيره: (عقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط أنه نائب عام للإمام (ع) في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس والراد عليه راد على الإمام والراد على الإمام راد على الله وهو على حد الشرك بالله) عقائد الشيعة لمحمد رضا المظفر ص9 . 5. اتخاذ العلماء أرباباً من دون الله قال تعالى عن اليهود والنصارى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة:31). وذلك بأن أنزلوا كلامهم منزلة كلام الله أو أشد. أحلوا لهم وحرموا عليه فأطاعوهم حتى لو كان في خلاف طاعة الله. 5. اتخاذ العلماء أرباباً من دون الله وكذلك يفعل الشيعة بعلماءهم حذو القذة بالقذة. وما أسلفناه في الفقرة السابقة أوضح شاهد.
6. الحاخامات أعلى مرتبة من الأنبياء يدعي اليهود أن حاخاماتهم أفضل من الأنبياء عليهم السلام. جاء في التلمود: (اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء لأن أقوالهم هي قول الله الحي) الكنز المرصود ، ص 46. 6. الأئمة أعلى مرتبة من الأنبياء ويدعي الشيعة أن أئمتهم أفضل من الأنبياء والرسل والملائكة المقربين عليهم السلام. يقول الحر العاملي: ( الأئمة الاثني عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم). الفصول المهمة ص 152. ويقول حاخام إيران الأكبر الخميني: (إن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية, وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون. وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل… ووردَ عنهم عليهم السلام: إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل). الحكومة الإسلامية ، ص 52. 7. عصمة الحاخام يعتقد اليهود بعصمة حاخاماتهم. يقول الحاخام روسكي أحد كتبة التلمود - معلقاً على خلاف وقع بين حاخامين: (إن الحاخامين المذكورين قالا الحق؛ لأن الله جعل الحاخامات معصومين من الخطأ) الكنز المرصود ، ص 47. 7. عصمة (الإمام) ويعتقد الشيعة بعصمة أئمتهم. وهذا أمر أطبقوا عليه جميعاً، ولا يحتاج إلى شواهد. يقول محمد رضا الظفر: (ونعتقد أن الأمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً) عقائد الإمامية ص 104.
8. عقيدة الرجعة وقد ذكرها ابن سبأ اليهودي الفارسي يوم قال للذي نعى علياً t : (كذبت! لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلا لعلمنا انه لم يمت ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض). 8. عقيدة الرجعة وهذه العقيدة موجودة عند الشيعة بنصها. وقد ألفوا فيها مؤلفات مستقلة. ومن رواياتهم فيها: عن أمير المؤمنين (ع) قال: أنا قسيم الله بين الجنة والنار لا يدخلها الداخل إلا على حد قسمي... وإني لصاحب الكرات ودولة الدول. الكافي ، 1/198. قال في الحاشية: أي الرجعات إلى الدنيا. 9. عقيدة البداء جاء في التوراة أن الله قد بدا له أنّ شعبه المختار شرد في الأرض فحزن كثيراً وأخذ يبكي وينوح. 9. عقيدة البداء والعقيدة نفسها يرددها الشيعة. ورووا في فضلها الكثير، منه: عن أبي عبد الله: قال: لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه. الكافي ، 1/148. 10. شتم عيسى عليه السلام زعم اليهود بأن عيسى عليه السلام يعذب أشد العذاب في لجات الجحيم جاء في التلمود (أن يسوع الناصري موجود بين القار والنار) الكنز المرصود، ص 101.
10. شتم الصحابة رضي الله عنهم وزعم الشيعة أن الخلفاء الراشدين يعذبون بتابوت في نار جهنم يتعوذ أهل النار من حره: يروي القمي في تفسير (قل أعوذ برب الفلق) قال: الفلق جب في نار جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره . فسأل الله من شدة حرة أن يتنفس فإذن له فتنفس فأحرق جهنم. قال: وفي ذلك الجب صندوق من نار جهنم يتعوذ أهل الجب من حر ذلك التابوت الصندوق. وهو التابوت وفي ذلك التابوت ستة من الأولين وستة من الآخرين. فأما الستة التي من الأولين فأبن آدم الذي قتل أخاه، ونمرود إبراهيم الذي ألقى إبراهيم في النار، وفرعون موسى، والسامري الذي اتخذ العجل، والذي هود اليهود، والذي نصر النصارى. وأما الستة التي من الآخرين فهم الأول والثاني والثالث والرابع وصاحب الخوارج وابن ملجم لعنهم الله) تفسير القمي ، 2/499. 11. رمي السيدة مريم بالفاحشة رمى اليهود لعنهم الله مريم رضي الله عنها بالفاحشة مع تبرئة الله لها. جاء في التلمود: (إن يسوع الناصري موجود بين القار والنار. وقد أتت به أمه من العسكري (باندار) عن طريق الخطيئة). المصدر السابق.
11. رمي السيدة عائشة بالفاحشة ورمى الشيعة لعنهم الله عائشة رضي الله عنها بالفاحشة مع تبرئة الله لها. فبلغ الحقد في نفوس هؤلاء اليهود أن يتهموا عائشة في عرضها. فهذا الكليني صاحب تلمودهم الكافي يصمها في عرضها ودينها وعفتها لعنه الله. يدّعي هذا اللعين أن الحسن قال لأخيه الحسين: (واعلم أن سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى الله عليه وآله). وأن الحسين بن علي قال لها: (قديماً هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قربه). وأنه قال: (وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال بغير أذنه) الكافي ، 2/240-241. ورمي عائشة رضي الله عنها بالبهتان الذي يهتز له عرش الرحمن، شائع في كتب الشيعة. 12. شعب الله المختار يدعي اليهود أنهم شعب الله المختار وأنهم خاصة الله من بين كل الشعوب. وهي قضية معروفة مسلّمة. 12. شعب الله المختار ويدعي الرافضة أنهم شيعة الله وخاصة الله وصفوته من خلقه: فعن جعفر بن محمد أنه قال: (نحن خيرة الله من خلقه وشيعتنا خيرة الله من أمة نبيه) أمالي الطوسي ص76. ويسمون أهل السنة (عامة)، وهم الخاصة. 13. اليهود مخلوقون من ذات الله يزعم اليهود أن أرواحهم - دون باقي الأرواح - مخلوقة من الله تعالى. فقد جاء في التلمود: (تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله كما أن الابن جزء من والده) إبراهيم خليل، إسرائيل والتلمود. 13. الشيعة مخلوقون من ذات الله ويدّعي الشيعة أن أرواحهم مخلوقة من نور الله تعالى، ولم يجعل الله ذلك لأحد غيرهم إلا للأنبياء: يروي الكليني في تلمودهم الكافي عن أبي عبد الله أنه قال : (إن الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة تحت العرش فأسكن ذلك النور فيه فكنا خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا. وخلق شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل ذلك الطينة، ولم يجعل لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء. ولذلك صرنا نحن وهم الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار) الكافي 1/389. ورووا عن الصادق أنه قال: (خلقنا الله من نور عظمته، وصنعنا برحمته، وخلق أرواحكم منا) الاختصاص ، ص216. 14. اليهود أفضل من الملائكة يعتقد اليهود أنهم أفضل من الملائكة. جاء في التلمود: (الإسرائيلي معتبر عند الله أكثر من الملائكة. فإذا ضرب أممي إسرائيلياً فكأنة ضرب العزة الإلهية ويستحق الموت) إسرائيل والتلمود ، 80. 14. الشيعة أفضل من الملائكة ويعتقد الشيعة أيضاً أنهم أفضل من الملائكة. رووا عن أبي عبد الله أنه قال: (أنتم للجنة والجنة لكم أسماءكم الصالحون والمصلحون وأنتم أهل الرضا عن الله برضاه عنكم والملائكة إخوانكم في الخير إذا اجتهدوا) صفات الشيعة وفضائل الشيعة ، ص 53. 15. اليهود هم الناس وغيرهم حيوانات يدعي اليهود أنهم هم الناس، أما غيرهم فليسوا ناساً من الناس، وإنما خلقهم الله على هذه الصورة لخدمة اليهود. جاء في التلمود: (خلق الله الأجنبي على هيئة إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود الذين خلقت الدنيا من أجلهم) إسرائيل والتلمود ، ص69. وجاء في التلمود: (الأمم الخارجة عن اليهود ليست فقط كلابا بل حمير أيضا) الكنز المرصود ، ص68. وجاء في تفضيلهم الحيوانات على باقي الأمم: (إن الكلب أفضل من الأجانب؛ لأنه مصرح لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب وليس له أن يطعم الأجانب وغير مصرح له أيضا أن يعطيهم لحما بل يعطيه للكلب لأنه أفضل منهم) المصدر السابق ، ص68.
15. الشيعة هم الناس وغيرهم حيوانات ويعتقد الشيعة كذلك أنهم والأئمة هم الناس. أما ما عداهم فليسوا ناساً من الناس. بل أنجس من الكلب. وهذا ما نصت عليه رواياتهم وعلماؤهم. ففي رواية عن أبي عبد الله أنه قال : (الشيعة هم الناس وغيرهم الله أعلم بهم ماهم؟) تفسير العياشي ، ص40. وعن أبي بصير قال: (حججت مع أبي عبد الله فلما كنا في الطواف قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ فقال يا أبا بصير: إن أكثر من ترى قردة وخنازير، قال: قلت له: أرنيهم؟ قال: فتكلم بكلمات ثم أمرَّ يده على بصري فرأيتهم قردة وخنازير، فهالني ذلك. ثم أمرَّ يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى). بصائر الدرجات للصفار ، ص 260. ويروي الطوسي عن محمد بن الحنفية أنه كان يحدث عن أبيه أنه قال: (ما خلق الله عز وجل شيئا أشر من الكلب. والناصب أشر منه) أمالي الطوسي ، 279 ، وبحار الأنوار ، 27/221. 16. الجنة لليهود فقط وما عدا ففي النار يدعي اليهود أنه لا يدخل الجنة إلا اليهود وغيرهم ليس لهم غير النار. قال تعالى: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:111). وجاء في التلمود: (هذه الجنة اللذيذة لا يدخلها إلا اليهود أما الباقون فيزجون في النار) همجية التعاليم الصهيونية ص 55. وفي نص آخر: (النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين فلا نصيب لهم فيه سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة والطين) الكنز المرصود ، ص 62. 16. الجنة للشيعة فقط وما عدا ففي النار ويدعي الشيعة كذلك أنهم وحدهم سيدخلون الجنة، أما أعداؤهم فيدخلون النار. فعن علي أنه قال: (سيؤتى بالرجل من مقصري شيعتنا في أعماله بعد أن جاز الولاية والتقية... الخ ويوقف بإزاءه ما بين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة من النواصب فيقال: هؤلاء فداؤك من النار. فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النواصب النار) تفسير فرات، 113. وفي رواية عن أبي عبد الله جاء في آخرها: (والله لا يدخل النار منكم اثنان، لا والله ولا واحد ) الكافي ، 8/78. وعنه أنه قال: (أن الله خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الناصب من طينة النار) بصائر الدرجات ، ص 36. 17. اليهود في الجنة مهما فعلوا يدعي اليهود أنهم لا يدخلون النار وإن كانوا مذنبين. جاء في التلمود: (إن النار لا سلطان لها على مذنبي بني إسرائيل، ولا سلطان لها على تلامذة الحكماء ) ظفر الإسلام خان ، التلمود تاريخه وتعاليمه ، ص79.
15. الشيعة في الجنة مهما فعلوا ويدعي الشيعة أيضاً الدعوى نفسها أن لا يدخل النار منهم أحد. روى البحراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: (جئت أبشرك. اعلم أن في هذه الساعة نزل علي جبريل وقال: الحق يقرئك السلام يقول: بشر عليا أن شيعته الطائع والعاصي من أهل ألجنة). الكشكول ، 1/153. والروايات فيه كثيرة. منها: عن أبي عبد الله (ع) قال: ... وإن الله ليستحيي أن يعذب أمة دانت بإمام من الله وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة. أصول الكافي ، 1/376. 18. نجاسة غير اليهود يعتقد اليهود بنجاسة مخالفيهم مطلقاً، وأن النجاسة لازمة لأصل خلقهم. يقول أحد كتبة التلمود: (لماذا الغويم – غير اليهود - نجسون؟ لأنهم يأكلون أطعمة رديئة وحيوانات تزحف على بطنها). فضائح التلمود ، ص90. وفيه أيضاًً: (محرمة الأشياء التالية الخاصة بالغويم: الحليب الذي يستدره الغويم من البقرة في غياب اليهودي ومحرم أيضا خبزهم) المصدر السابق ، ص114. 18. نجاسة غير الشيعة ويعتقد اللشيعة بنجاسة مخالفيهم مطلقاً، لا سيما أهل السنة، ويغسلون الإناء الذي يأكلون فيه، أو يتلفونه. وأن النجاسة لازمة لأصل خلقهم. فعن خالد القلانسي قال: قلت لأبي عبد الله: ألاقي الذمي فيصافحني قال أمسحها بالتراب وبالحائط. قلت: فالناصب قال: اغسلها) الأصول من الكافي ، 2/650. ويقول الخميني حاخام الشيعة الأكبر: (وأما النواصب والخوارج لعنهم الله فهما نجسان من غير توقف) تحرير الوسيلة ، 1/ 107 19. لولا اليهود لانعدمت البركة من الأرض يعتقد اليهود أنه لولا اليهود لم يخلق الله هذا الكون، ولولاهم لانعدمت البركة من الأرض. جاء في التلمود: (لو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة من الأرض، ولما خلقت الأمطار والشمس)/ إبراهيم خليل ، إسرائيل والتلمود ، ص69. 19. لولا الشيعة لانعدمت البركة من الأرض ويعتقد الشيعة أنه لولاهم لم يخلق الله هذا الكون ولولاهم ما أنعم الله على أهل الأرض. فعن أبي عبد الله أنه قال: (لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشباً أبداً. والله لولا ما في الأرض منكم ما أنعم على أهل خلافكم، ولا أصابوا الطيبات)/ الكافي ، 8/212. 20. كل ما في الأرض لليهود يزعم اليهود أن كل ما في هذه الأرض هو ملك لهم. ولا يحق لغير اليهود أن يمتلك شيئاً منه. وأنه يجوز لليهودي أن يسترد الأملاك بأي وسيلة إذا أمتلكها غير اليهودي. ففي التلمود: (الحقيقة المقررة عند الربانيين أنه يمكن لليهودي أن يأخذ أي شئ يخص المسيحيين أياً كان السبب حتى بالاحتيال ولا يمكن أن يعتبر هذا العمل لصوصية؛ لأنه (أي اليهودي) لم يأخذ سوى مايخصة هو). فضح التلمود ، ص131. وفيه أيضا: (جميع ما يخص الغويم هو كالصحراء يستطيع أن يدعي أنها ملكه أول من يسرع متولياً عليها). المصدر السابق. ويقول أحد أحبارهم: (إن ممتلكات النصراني بالنظر إلى اليهودي هي ممتلكات لا مالك لها مثل رمال البحار. وأول يهودي يستولي عليها عنوة يكون مالكها الأصيل). همجية التعاليم الصهيونية ، ص 77. 20. كل ما في الأرض للشيعة ويزعم الشيعة أن كل ما في هذه الأرض هو ملك للأئمة، وقد منحوه لهم. وإن امتلك أحد من غير الشيعة شيئاً فإنه حرام عليه. وإذا قام القائم فسوف يسترده منه. ونسبوا ذلك للأئمة. فقد رووا عن أبي عبد الله أنه قال: (إن الأرض كلها لنا وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض فهم فيه محللون.. وأما ما كان في أيدي غيرهم فإن كسبهم من الأرض حرام عليهم حتى يقوم قائمنا فيأخذ الأرض من أيديهم ويخرجهم صغرة). الكافي ، 1/408. وعن أبي عبد الله (ع) قال: ما كان لنا فهو لشيعتنا، وليس لعدونا منه شيء إلا ما غصب عليه وإن ولينا لفي أوسع مما بين ذه إلى ذه، يعني ما بين السماء والأرض. أصول الكافي ، 1/544.
21. استحلال مال غير اليهودي وبناء على ما سبق استحلوا سرقة أو أخذ مال الغير. وهذا ما قاله الله عنهم في كتابه حين قال: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:75). 21. استحلال مال غير الشيعي وكذلك الشيعة، وللسبب نفسه يستحلون أخذ مال الأخر بأي وسيلة كانت. (خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع إلينا الخمس) تهذيب الأحكام للطوسي، 1/384 ووسائل الشيعة للحر العاملي ، 6/340. وشيعة اليوم على هذه العقيدة. يقول الخميني عند حديثه عن (الخمس) في كتابه تحرير الوسيلة: (والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس. بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج الخمس) تحرير الوسيلة ، 1/218. والخوئي منهاج الصالحين ، 1/325. 22. استحلال دم غير اليهود جاء في التلمود: (اقتل الصالح من غير اليهود. ومحرم على اليهودي أن ينجي أحداً من الأجانب من هلاك، أو يخرجه من حفرة يقع فيها، بل عليه أن يسدها بحجر) إبراهيم خليل، إسرائيل والتلمود ص72. 22. استحلال دم غير الشيعة أما موقف الشيعة من دماء المسلمين فهم يستبيحون دماء المسلمين وأموالهم خاصة أهل السنة (النواصب، بتعبيرهم) . بل قد جاءت الروايات في كتبهم بالحث على قتل أهل السنة وأخذ أموالهم أينما وجدوا. وهذه واحدة من كبائرهم: عن ابن فرقد قال: (قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم ولكن أتقي عليك, فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في البحر فافعل. قال: ماتقول في ماله؟ قال: خذ ما قدرت عليه) بحار الأنوار للمجلسي، 27/231. 23. التعامل بالربا يقول الحق تبارك وتعالى: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء:160-161). وفي التلمود: (أمرنا الله بأخذ الربا من الذمي وأن لا نقرضه شيئا إلا تحت هذا الشرط وبدون ذلك نكون ساعدناه) الكنز المرصود في تعاليم التلمود ، ص 80. وفي التلمود أيضا: (غير مصرح لليهودي أن يقرض الأجنبي إلا بالربا). المرجع السابق ، 80. 23. التعامل بالربا والأمر نفسه جاء في المصادر المعتمدة عند الشيعة. ففيما نسبوه زورا وبهتانا إلى جعفر الصادق أنه قال: (ليس بين السلم وبين الذمي ربا ولا بين المرأة وبين زوجها ربا) من لا يحضره الفقيه ، 3/180. ويقول حاخام إيران: (وأما ما اغتنم منهم بالسرقة والغيلة وكذا بالربا والدعوى الباطلة فالأحوط إخراج الخمس فيها من حيث كونها غنيمة) تحرير الوسيلة ، 1/251. (مسألة 1) – لا يجوز الاقتراض من البنك بشرط الفائض والزيادة لأنه ربا محرم. وللتخلص من ذلك الطريق الآتي وهو: أن يشتري المقترض من صاحب البنك أو وكيله المفوض بضاعة بأكثر من قيمتها 10% او 20% على أن يقرضه مبلغا معينا من النقد. أو يبيعه متاعا بأقل من قيمته السوقية ويشترط عليه في ضمن المعاملة أن يقرضه مبلغا معينا لمدة معلومة يتفقان عليها. وعندئذ يجوز الاقتراض ولا ربا فيه. منهاج الصالحين للخوئي ، 1/406. وقد أوردت وكالة رويترز في 8/5/2005 ما يلي: حددت إيران أمس أسعار الفائدة التي تتقاضاها كل البنوك الحكومية على قروضها عند 16% مقارنه مع الحد الأقصى السابق البالغ نحو 25% في خطوة قال محللون: إنها ستلحق ضرراً كبيراً بالقطاع المصرفي، بحسب صحف إيرانية".
24. ضربت عليهم الذلة والمسكنة قال الله تعالى مخبراً عن اليهود: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة:61). ويقول جل في علاه: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران:112). ولذلك يستعمل اليهود مع خصومهم تقية الشيعة كما قال سبحانه: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:76).
24. ضربت عليهم الذلة والمسكنة مما يثبت انتماء الشيعة لليهود هو ضرب الله عز وجل عليهم الذلة والمسكنة؛ وهذه هي العلة التي من أجلها تجد الشيعة يستخدمون النفاق باسم التقية. وهي خلق اليهود كما أخبر الله عنهم في أكثر من مناسبة في كتابه. وهكذا تجدهم على مر العصور والأزمان يتقلبون في الذلة والمسكنة والهوان. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الشيعة: (وليس لهم عقل ولا نقل ولا دين صحيح ولا دنيا منصورة). مجموع الفتاوى ، 2/480. ويؤيده قول محمد رضا المظفر: (ومن المعلوم أن الأمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب المحن وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلقه أية طائفة أو أمة أخرى). عقائد الأمامية ، ص 123؛ فلهذا كانت الذلة والمسكنة التي ضربها الله على اليهود سببا رئيساً ودافعا قويا لاتباعهم أسلوب النفاق والتقية مع مخالفيهم واللف والدواران والتذلل والخضوع لهم. وهذا عقاب من الله عز وجل في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى. 25. التقية وهذه من جنس سابقتها. جاء في التلمود: (مصرح لليهودي أن يجامل الأجنبي ظاهرا ليتقي شره على أن يضمر له الشر والأذى ) عبد الله التل ، جذور البلاء ص 80. وفي نص آخر: (إن النفاق جائز وإن الإنسان - أي اليهودي - يمكنه أن يكون مؤدبا مع الكافرين ويدعي محبتهم كاذبا) الكنز المرصود ، ص 70. 25. التقية وهذه هي عقيدة الشيعة. رووا كاذبين عن أبي عبد الله أنه قال: (خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية) الكافي ، 2/175. وعن أبي عبد الله (ع) قال: إن تسعة أعشار الدين في التقية.. ولا دين لمن لا تقية له. الكافي ، 2/217.
26. التلاعب بالعبارات والألفاظ قال تعالى عن اليهود: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً) (النساء:46) وجاء في التلمود: (إن أحد حاخاماتهم كان يسلم على غير اليهودي بقوله: السلام معك. وإنما كان يوجه نيته إلى أستاذه وليس إلى غير اليهودي) الكنز المرصود في تعاليم التلمود ، ص 17. وكانوا يسلمون على المسلمين بقولهم: السام عليكم. 26. التلاعب بالعبارات والألفاظ ومن أساليب الشيعة تلاعبهم بالعبارات والألفاظ في النفاق وتحريف الكلم عن مواضعه. روي النباطي في الصراط المستقيم يقول: (سلم اليأس المعدل على قوم فلم يردوا فقال: لعلكم تظنون فيّ ما قيل من الرفض. إن أبا بكر وعمر وعثمان وعليا من أبغض واحداً منهم فهو كافر. فردوا بذلك ودعوا له) وعنى بالواحد عليا. الصراط المستقيم لمستحقي التقديم ، ص 3/73. ويقول: (لقي الطاقي خارجيا فقال: لا أفارقك أو تتبرأ من علي. فقال: أنا من علي ومن عثمان برئ). ويعني بذلك أنه من أصحاب علي. ومن عثمان بريء) المصدر السابق.
27. استخدام الرموز للطعن يستعمل اليهود الرموز في كتبهم لمن أرادوا الطعن فيه حتى لا يفتضح أمرهم. فيرمز اليهود لعيسى عله السلام بعدة رموز منها (جيشو). ويرمزون إليه بـ(ذلك الرجل) و(النجار) و(ابن الحطاب). فضح التلمود ، ص56. 27. استخدام الرموز للطعن ويرمز الشيعة في كتبهم للخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين برموز تشبها برموز اليهود: فيرمزون لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما (بالجبت والطاغوت) و(صنمي قريش) و(زريق وحبتر) و (فرعون وهامان) و(العجل والسامري) و (الأول والثاني) و(فلان وفلان ) وغيرها من الرموز. ويرمزون لعثمان رضي الله عنه بـ(نعثل) و(الثالث). ويرمزون لعائشة رضي الله عنها (بأم الشرور ) و (صاحبة الجمل) و (عسكر بن هوسر). ويرمزون لمعاوية رضي الله عنه بـ(الرابع)... وهكذا.
28. تحريف الكتاب قال تعالى عن اليهود: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة:79). 28. تحريف الكتاب وهو صنعة الشيعة أيضاً. فبالإضافة إلى دعواهم الكاذبة التي أجمع عليها علماؤهم في تحريف القرآن الكريم، تجرأوا فحرفوا بعض آيات الكتاب! فعن أبي عبد الله (ع) قال: إن القرآن الذي جاء به جبريل (ع) إلى محمد (ص) سبعة عشر ألف آية. الكافي ، 1/634. وعن أبي جعفر (ع) في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (النساء: 59) قال: إيانا عنى خاصة: أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا: (فإن خفتم تنازعاً في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم) كذا نزلت. فكيف يأمر الله عز وجل بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم؟ إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). الكافي ، 1/276. وكتب المخذول حسين الطبرسي صاحب أحد الكتب الثمانية المعتمدة في المذهب كتابه (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب)!!!
29. استحلال محاش النساء اليهود يجيزون نكاح المرأة من دبرها. جاء في التلمود أن امرأة حضرت إلى الحاخام وشكت له أن زوجها يأتيها على خلاف العادة فأجابها: (لا يمكنني أن أمنعه عن هذه المسألة يا ابنتي لأن الشرع قدمك قوتاً لزوجك). الكنز المرصود ، ص97. وذكر أيضا: (أنه مصرح لليهودي أن يفعل ذلك بزوجته). المصدر السابق ، ص 97. 29. استحلال محاش النساء وكذلك الشيعة يجوزون نكاح المرأة من دبرها. فعن عبد الله بن يعفور قال: سألت أبا عبد الله عن الرجل يأتي المرأة في دبرها؟ قال: لا بأس إذا رضيت. الاستبصار ، 3/343. وفتاوى علمائهم في ذلك معروفة مشهورة. جاء في (رسائل الشريف المرتضى ، المجموعة الأولى ص300): مسألة سادسة وخمسون (حلية الوطء دبراً وقبلا): مباح للزوج أن يطأ زوجته في كل واحد من مخرجيها. وليس في ذلك شيء من الحظر والكراهة.
30. إيقاد الحروب بين الأمم ذكر الله تعالى في كتابه أن ديدن اليهود إثارة الفتن وإيقاد الحروب بين الأمم والشعوب. كما قال سبحانه: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة:64). 30. إيقاد الحروب بين الأمم وهذا هو شأن الشيعة على الدوام. وكما فعل اليهود مع الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، حين كانوا يحرضون الكفار على غزو المسلمين، كذلك كان الشيعة - وإيران من وراءهم - يفعلون على مر التاريخ. ومن أشهر شنائعهم تحريض المغول على غزو بغداد قديماً. وتحريض أمريكا وحلف الصليب على غزو بغداد حديثاً. وهذا شأن كل ضعيف وسط مجموع لا يحس بالانتماء إليه؛ لعله يحصل على فرصة وسط الفتنة والخراب، أو ينتقم من مواطنيه الذين يحقد عليهم. كما قيل: (الهر يفرح بعزا "مأتم" أهله).
31. خيانة الأوطان من المعروف عن اليهود أنهم يشعرون بالضياع وعدم الانتماء إلى أي وطن يسكنونه؛ فهم دائماً يتآمرون على أوطانهم. وهذا أحد أسباب نكباتهم المستمرة على أيدي الشعوب. 31. خيانة الأوطان وكذلك الشيعة. ليس لهم من ولاء لأوطانهم؛ لأنهم لا يشعرون بالانتماء إليها. إنما ولاءهم وشعورهم معلق بإيران. ولذلك هم دائمو التواطؤ مع الأجنبي ضد أوطانهم. إنهم الخطر الأكبر على أي بلد يكونون فيه. والعراق اليوم خير شاهد ومثال. ولكن الأمر كما قيل: ما أكثر العبر وأقل المعتبرين!
32. التركيز على الفتن في عرض تاريخنا ويتشابه اليهود والشيعة حتى في طرحهم لمواد التاريخ الإسلامي! ففي كتاب "التعليم في (إسرائيل)" للدكتور منير بشور وخالد مصطفى الشيخ يوسف: أمّا دراسة الإمبراطورية الفارسية فيجري التركيز على "كورش" وتصريحه لليهود بالعودة إلى (إسرائيل) ثم بناء الهيكل الثاني. وفي منهاج التاريخ للصف السادس يكّون التاريخ الإسلامي 56% من مقرّر التاريخ، لكن يتمّ التركيز في هذا المنهاج على الخلافات في التاريخ الإسلامي بين علي ومعاوية، والخلافات بين الفرق الدينية والصراع بين الأمويين والعباسيين. كما يفرد المنهاج فصلاً لما يسّميه بالجهود اليهودية في الحضارة الإسلامية، مثل التعاون بين اليهود وبين العرب في المجالات السياسية والثقافية، ولا سيّما في الأندلس وفي مصر الفاطمية، والأمويين. 32. التركيز على الفتن في عرض تاريخنا والمنهج نفسه يسير عليه الشيعة في تناولهم لموضوعات التاريخ! فهم متشبهون حتى في هذه. لا يذكرون إلا أحداث الخلافات والفتن – مع التزوير والحذف والإضافة – التي وقعت بين علي ومعاوية وغيره من الصحابة، معركة الجمل، صفين، الطف، مقتل الحسين، موسى الكاظم، اجترار ما أسموه زوراً بـ(اضطهاد الأئمة). الصراع الأموي – العباسي...إلخ. وكأن تاريخ الأمة الزاهر ليس سوى صراع ودسائس وظلم واضطهاد واقتتال! أين الحديث عن حضارة العرب وعدل المسلمين؟ أين الجهاد الإسلامي المشرف، ووقعات المسلمين العظيمة نشراً للرسالة، ودفعاً للغزاة ودفاعاً عن حياض الأمة؟ أين بدر والقادسية واليرموك ونهاوند وحطين وعين جالوت؟ أين شواهد عظمة الإسلام في حضارة الأندلس التي ينعم العالم اليوم بإنجازات الحضارة الحديثة التي هي امتداد لحضارة الأمويين وإنجازاتها في الأندلس؟ أين...؟ أين...؟!!! لا شيء!!! 33. دعوى المظلومية (معاداة السامية) استند اليهود في ترويج فكرتهم على مبدأ المظلومية اليهود بسبب تعرضهم للاضطهاد في أوروبا، وأرجعوا السبب لا إلى جذوره الموضوعية، وإنما أرجعوه إلى ما أسموه بـ(معاداة السامية). وهكذا بنى اليهود كيانهم في فلسطين تحت ذريعة المظلومية. 33. دعوى المظلومية(معاداة أهل البيت) والشيعة يستندون إلى الأساس نفسه، فيروجون فكرتهم بطرح مبدأ المظلومية في العراق وغيره، وتعرضهم للظلم منذ أكثر من1400 عام في بلاد العرب. وأرجعوا السبب لا إلى جذوره الموضوعية، وإنما أرجعوه إلى ما أسموه بـ(معاداة أهل البيت). وهكذا جلب الشيعة الغزاة الأمريكان إلى العراق، واستعطفوا العالم تحت ذريعة المظلومية وأسطورة الأغلبية المضطهدة؟! 34. الاعتماد على العصابات والمليشيات اعتمد اليهود في تنفيذ مشروعهم على العصابات الصهيونية الممثلة بالأحزاب والحركات الصهيونية الهاغانا والاشتيرن وغيرها التي ارتكبت المجازر الرهيبة بحق الشعب العربي الفلسطيني لإخضاعهم وتهجيرهم من أرضهم ليقطنوا الخيام. 34. الاعتماد على العصابات والمليشيات والشيعة تمارس في العراق اليوم النهج والأسلوب الصهيوني نفسه. وذلك من خلال مليشيات جيش الدجال بقيادة مقتدى، والمجلس المسمى بـ(الأعلى) وعصابته قوات غدر، وحزب الدعوة، والجلبي، وتكوين فرق القتل والموت والخطف والاغتيال والتصفيات والتطهير المذهبي في كافة مناطق العراق. وتدعم قوات الاحتلال الأمريكي بتدمير مدن سنية كاملة وتهجيرهم منها، واللجوء إلى الخيام. 35. اعتماد الدعاية والإعلام اليهود يجيدون فن الإذاعة والإشاعة والإعلام ونشر الأخبار، وفن التشكي والتظلم والنياحة والبكاء. وما يتبع ذلك من التزوير والكذب والتحريف. وبذلك نشروا أفكارهم، وحشدوا العالم إلى جانب قضيتهم. 35. اعتماد الدعاية والإعلام والشيعة كذلك يجيدون فن الإذاعة والإشاعة والإعلام ونشر الأخبار، وفن التشكي والتظلم والنياحة والبكاء. وما يتبع ذلك من التزوير والكذب والتحريف. وبذلك نشروا أفكارهم، وحشدوا العالم إلى جانب قضيتهم.
مقارنات سريعة وهذه مقارنات سريعة تلقي مزيداً من الضوء على موضوع التشابه الشديد بين اليهود وإخوانهم الشيعة، ملخصة بتصرف عن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة): اليهود الشيعة 36. قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود. 36. وقالت الشيعة: لا تصلح الإمامة إلا في ولد علي. 37. قالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح أو ملك السلام و ينزل السيف. 37. وقالت الشيعة: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي، وينادي مناد من السماء. 38. واليهود يؤخرون المغرب إلى اشتباك النجوم. 38. والشيعة يؤخرون صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم. 39. اليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون: هذا من عند الله. 39. والشيعة يكتبون الكذب ويقولون: هذا من كلام الله تعالى ويفترون الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته رضي الله عنهم. ومن المعروف عند علماء الحديث أن الشيعة وضعوا النصيب الأكبر من الأحاديث الموضوعة. 40. اليهود لا يرون المسح على الخفين. 40. والشيعة لا يرون المسح على الخفين. 41. اليهود يحرمون الجِرِّي (نوع من السمك) والأرنب والطحال 41. والشيعة يحرمون الجري والأرنب والطحال 42. اليهود لا يصلون إلا فرادى. 42. والشيعة أدركناهم لا يصلون في معابدهم إلا فرادى. يقولون: لا جماعة حتى يأتي المهدي. ولم نر مجموعة من الشيعة في سفر يصلون جماعة. 43. اليهود أشد الناس عداوة للمسلمين. كما أخبر الله تعالى فقال: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة:82). 43. والشيعة تجدهم لشركهم أشد الناس عداوة لأهل السنة والجماعة. وإليهم الإشارة بقوله سبحانه: (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) ومن خالطهم أو سمع عرف. 44. اليهود تخلفوا عن نصرة موسى ومن تلاه من الأنبياء والرسل عليهم السلام. وقد سجل الله لنا قولهم لموسى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَام
بيانات العضو
همس الورد
.. ..
معلومات العضو
الجنس »•: : العمر »•: : 35اڷمڜارگات »•: : 1126نقاط التميز »•: : 3409تقييم العضو »•: : 21
معلومات الاتصال
موضوع: رد: قراءة نفسية في عقيدة التشيع(4)صلة اليهود بالشيعة الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 3:16 pm
. اليهود تخلفوا عن نصرة موسى ومن تلاه من الأنبياء والرسل عليهم السلام. وقد سجل الله لنا قولهم لموسى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:24). 44. والشيعة تخلفوا عن نصر أئمتهم كما خذلوا علياً وحسيناً وزيداً وغيرهم. قبحهم الله ما أعظم دعواهم في حب أهل البيت وأجبنهم عن نصرهم! 45. اليهود لا يعدلون في حبهم ولا بغضهم. فبينا ترى اليهود يغلون في بعض الأنبياء والأحبار ويتخذونهم آلهة أرباباً، ويذلون لهم أعظم الذل، كما قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) (التوبة:30)، إذا بهم يقدحون في فريق آخر من الأنبياء ويرمونهم بالخبث وبما هو فوق الخبث كذباً وزوراً . 45. كذلك الشيعة، فبينا تراهم يغلون في علي وبعض ذريته ويؤلهونهم ويزعمون أن الله حلّ في ذواتهم لشرفهم وقداستهم، إذا بهم يقدحون في الفريق الآخر من الصحابة والمسلمين أشد القدح، ويرمونهم بالكفر والنفاق كذباً وزوراً.
وتفوقت الشيعة على اليهود والنصارى بثلاث خصال: 1. سئلت اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: حواريو عيسى، وسئلت الشيعة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب محمد. فهؤلاء الشيعة ينطبق عليهم قول الله تعالى عن اتليهود في سورة النساء: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا) (النساء:51،52). 2. قالت اليهود والنصارى: (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (البقرة:80). وقالت الشيعة: لن تمسنا النار أبداً ! 3. ولم نسمع عن اليهود أو النصارى أنهم مزقوا كتبهم (التوراة والإنجيل) التي يقدسونها، وهي محرفة. وفعلها الشيعة بالقرآن الكريم، كلمة الله المحفوظة بحفظه، يوم هجموا على مساجد المسلمين في 22/2/2006 وما بعدها! ولقد رأى العالم على شاشات القنوات الفضائية المصاحف المحرقة بالنار، والمخرقة بالرصاص. وبعضها مزق تمزيقاً باليد! وقد مزق جدهم كسرى كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
التعاون اليهودي - الإيراني أو (اليهودي – الشيعي)
يأتي التعاون اليهودي - الإيراني (أو الشيعي) انعكاساً للتشابه والتداخل العقائدي والنفسي بين الطرفين. وقديماً قالت العرب: على أشكالها تقع الطيور) وقالت: (شبيه الشيء منجذب إليه). على أن هذا لا يمنع أن تتقاطع المصالح؛ فيحصل الخلاف، ويقع الصراع عرضاً. على العكس من الصراع العربي – الإسرائيلي، أو الإسلامي - اليهودي ، فإنه صراع مبدئي استراتيجي، والعداوة بينهما لا يمكن أن تنتهي إلا بزوال أحدهما. ولسنا نقول: إن أهل الباطل لا يختلفون ولا يقتتلون. فحتى الإخوة يقتتلون أحياناً. ولقد تقاتل الصحابة فيما بينهم. وقد كنت أقول – ومنذ بداية الاحتلال الأمريكي الإيراني للعراق - : لا بد أن يصطرعوا ويقتتلوا. هذا هو منطق الاجتماع والتاريخ والواقع. إنما قتال هؤلاء فيما بينهم يعرض في وسط الطريق ، لمصالح متعارضة، ولا يمنع عودتهم إلى الخط الأول من جديد، ولا يمنع من تلاقي مصالحهم ضد الأمة. بل التاريخ شاهد على أن الشيعة واليهود والصليبيين يتحالفون على الدوام ضد أمة الإسلام. والشيعة قوم طائفيون، تستثيرهم الأخطار التي تتجه نحو الطائفة. فإذا قاتلوا فإنما يقاتلون دفاعاً عن الطائفة، وليس عن الوطن. وهذا هو السر الذي يجعلهم يتواطأون مع المحتل الأمريكي والبريطاني في العراق؛ لأنهم يرون أنه لا يستهدفهم كطائفة، بل يستهدف أهل السنة. وهذا ما يريدونه، ولو على حساب الوطن! حتى إذا وجدوا الخطر يستهدف طائفتهم، أو – بمعنى مساوٍ آخر - يصل إلى إيران، أو (حزب الله) في لبنان تحركوا ضده، متلبسين بالشعارات الوطنية والدينية. وهناك الكثير ممن يجهلون الحقيقة – وعلى رأسهم العلماء - يصدقون بدعاواهم في ذلك، فيحصل التضليل. كما حصل لمناوشات مقتدى مع الأمريكان، و(حزب الله) مع إسرائيل. إن حزب الله قاتل دفاعاً عن نفسه ومصالحه، وتنفيذا لمخطط إيران، بعد أن اشتد الحصار السياسي حولها بسبب مشروعها النووي. وها هم شيعة العراق في الجنوب، تزامن بداية تحرشهم بالأمريكان والبريطانيين، وقتالهم لهم مع أزمة إيران، ورغبتها في إرسال رسالة عملية لأمريكا وحلفائها أنها قادرة على فعل شيء كبير يضر بمصالحهم في العراق، بل قد ينهي مشروعهم؛ عسى أن يتركوها وشأنها. وسيّر الشيعة في العراق مظاهرات عارمة تطالب بإرسالهم للقتال في لبنان، مع أن العراق محتل، فهلا قاتلوا دفاعاً عنه أولاً! ويتسترون بالقول: إنهم يختارون تحريره بالطرق السلمية، رافضين الحل العسكري، بل هم يقاتلون أهل السنة الذين يدافعون عن بلدهم، يسمونهم بـ(الإرهابيين)، وعملوا – ولا زالوا إلى هذه اللحظة – المجازر تلو المجازر بهم. وهذا ما يبين، ويثبت أن الشيعة – إذا قاتلوا – إنما يقاتلون دفاعاً عن الطائفة، ونصرة لإيران، وليس دفاعاً عن الوطن. كما أن لك أن تعلم (أن أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله من المؤيدين للاحتلال الأمريكي للعراق معتبراً إياه تحريراً للعراق من أهل السنة. وقد هاجم المجاهدين من أهل السنة في أكثر من خطاب واصفاً إياهم بالخونة والعملاء والتكفيريين والصداميين؛ بحجة أنهم يقتلون أفراد الشرطة العراقية والجيش العراقي اللذين صنعتهما أمريكا ليكونا لها مخالب قط وأداة لذبح المجاهدين من أهل السنة والجماعة. وهذا الحزب يقوم بتدريب الميليشيات الشيعية في العراق التي صنعتها إيران لتكون عوناً للأمريكان في فرض سيطرته على العراق، وفي مقدمتها ميليشيا ما يُسمى بـ(بجيش المهدي وميليشيا بدر وحزب الدعوة ) التي تذبح عُلماء السنة، وتهدم مساجدهم وتخطف أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئين في العراق منذ عام 1948 وتعذبهم عذاباً قبل أن تقتلهم بأبشع الأساليب, وتعتدي على شرفهم وأعراضهم وتُهددهم كل يوم بالقتل والذبح إذا لم يرحلوا من العراق) . ورغم أن الشيعة يتظاهرون بمعاداة اليهود. حتى إن رئيس إيران صرح أخيراً بضرورة محو (إسرائيل) من الوجود، أو تهجير كيانه إلى أوربا. وكان الإيرانيون يصرون على التظاهر في مكة ضد أمريكا و إسرائيل. لكن الحقيقة - تاريخاً وواقعاً - تشير إلى عكس ذلك. فالفرس هم الذين أطلقوا اليهود من أسر بابل، وأعادوهم إلى فلسطين، على يد كورش الإخميني ابن اليهودية الذي تآمر مع أخواله اليهود فدمر بابل وحرر اليهود وأعادهم إلى أورشليم بعد أن أزال كيان الدولة العراقية من الوجود، وذلك في سنة 539 ق. م. ليعيد التاريخ نفسه في 9/4/2003 ب. م. ويتمكن الحلف اليهودي الفارسي نفسه مرة أخرى من تدمير بغداد، وإزالة كيان الدولة العراقية في العصر الحديث. وكانت دولة إيران من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان اليهودي سنة 1948م. لا أريد الاسترسال في هذا الموضوع؛ فإنه طويل عريض شائك، وقد نخرج عن سياق الكتاب. لكنني لا أرى إنهاء الموضوع دون الإشارة السريعة إلى تعاون إيران الخميني الذي يدّعي الدين والإسلام مع كيان إسرائيل ضد العراق. لقد خاضت إيران الفارسية الشيعية الحرب ضد العراق ثماني سنين، وقاتلت أبناءه بأسلحة اليهود، ودكوا بغداد بصواريخ إسرائيلية. في الوقت الذي كان الخميني الدجال (لع) يتمظهر ويتبجح بمعاداته لإسرائيل وأمريكا، ويسميها (الشيطان الأكبر)! ثم شاء الله تعالى أن يعريه ويفضحه، حين تكشف للعالم أجمع أن سيلاً من الأسلحة و قطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران. مع أن أخبارا متقطعة كانت تبرز من حينٍ لآخر عن حقيقة هذا التعاون بين إيران وإسرائيل منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية. ثم تبين أن الشيخ صادق طبطبائي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل، من خلال علاقته المتميزة مع يوسف عازر الذي كانت له علاقة بأجهزة المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي. وقد زار إسرائيل معه في 6 كانون الأول 1980، وانكشف ختم دخوله إلى إسرائيل على جوازه عندما ضبطه البوليس الألماني على المطار وفي حوزته مائة ونصف كيلو من المخدرات مادة الهيروين وذلك في كانون الثاني 1983. وقد عرض ختم دخوله إلى إسرائيل على ملايين الناس في التلفزيون الألماني. وكان من جملة الوسطاء في تصدير السلاح الإسرائيلي إلى إيران أندريه فريدل وزوجته، وهما يهوديان إسرائيليان يعيشان في لندن. وقّع خمس صفقات كبيرة مع أكبر شركات تصدير السلاح في إسرائيل اسمها شركة TAT . الصفقة الأولى بتاريخ 28-3-1981، والثانية بتاريخ 6-1- 1983. وتوجد صورة لكل وثيقة من هذه الصفقات.
فضيحة إيران غيت و في 18تموز1981 انكشف التصدير الإسرائيلي إلى إيران بما سمي بـ(فضيحة إيران غيت)، عندما أسقطت وسائل الدفاع السوفيتية طائرة أرجنتينية تابعة لشركة اروريو بلنتس، وهي واحدة من سلسلة طائرات كانت تنتقل بين إيران وإسرائيل محملة بأنواع السلاح قطع الغيار. كانت الطائرة قد ضلت طريقها، ودخلت الأجواء السوفيتية. على أن صحيفة التايمز اللندنية نشرت تفاصيل دقيقة عن هذا الجسر الجوي المتكتم. وكان سمسار العملية آنذاك التاجر البريطاني إستويب ألن، حيث استلمت إيران ثلاث شحنات: الأولى استلمتها في 10-7-1981، والثانية في 12-7-1981، والثالثة في 17-7-1981. وفي طريق العودة ضلت طريقها ثم أسقطت. وفي 28 آب 1981 أعلن ناطق رسمي باسم الحكومة القبرصية في نقوسيا أن الطائرة الأرجنتينية من طراز (كنادير سي إل 44) رقم رحلتها ( 224 آى آر ) قد هبطت في 11 تموز 1981 في مطار لارنكا قادمة من تل أبيب، وغادرته في اليوم نفسه إلى طهران، حاملة 50 صندوق وزنها 6750 كيلوغرام . وفي 12 تموز حطت الطائرة نفسها في مطار لارنكا قادمة من طهران و غادرته في اليوم نفسه إلى إسرائيل يقودها الكابتن (كرديرو). وفي 13 من الشهر نفسه حطت الطائرة نفسها قادمة من تل أبيب وغادرته إلى طهران في اليوم نفسه يقوده الكابتن نفسه.
خريطة مسار الطائرة من إسرائيل إلى إيران الرئيس الإيراني يعترف في مقابلة مع جريدة ( الهيرلد تريديون) الأمريكية في 24-8-1981 اعترف الرئيس الإيراني السابق أبو الحسن بني صدر أنه أحيط علماً بوجود هذه العلاقة بين إيران وإسرائيل، وأنه لم يكن يستطيع أن يواجه التيار الديني هناك، والذي كان متورطاً في التنسيق والتعاون الإيراني الإسرائيلي. وفي لقاء على (قناة الجزيرة) في 17/1/2000 دار الحوار التالي مع بني صدر: س: تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية العراقية ومررت إلى إسرائيل، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟ ج- في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من إسرائيل، عجبنا كيف يفعل ذلك؟! قلت: من سمح لك بذلك؟ قال: الإمام الخميني. قلت هذا مستحيل! قال: أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك ؟ قال :نعم إن الإسلام يسمح بذلك، وإن الحرب هي الحرب. صعقت لذلك! صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام. نعم هذا الذي يجب عمله، وليس الذهاب إلى إسرائيل وشراء السلاح منها لحرب العرب، لا.. لن أرضى بذلك أبداً. حينها قال لي: إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها؛ لأنك في موقع الرئاسة.
رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليان يعترفان وفي 3 حزيران 1982 اعترف مناحيم بيجن بأن إسرائيل كانت تمد إيران بالسلاح. وعلل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي أسباب ذلك المد العسكري الإسرائيلي إلى إيران بأن من شأن ذلك إضعاف العراق. وقد أفادت مجلة ميدل إيست البريطانية في عددها تشرين الثاني 1982 أن مباحثات تجري بين إيران وإسرائيل بشأن عقد صفقة تبيع فيها إيران النفط إلى إسرائيل في مقابل إعطاء إسرائيل أسلحة إلى إيران بمبلغ 100 مليون دولار كانت قد صادرتها من الفلسطينيين في جنوب لبنان. وذكرت مجلة أكتوبر المصرية في عددها آب 1982 أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن إيران قد عقدت صفقة مع إسرائيل اشترت بموجبها جميع السلاح الذي صادرته من جنوب لبنان. وتبلغ قيمة العقد 100 مليون دولار. وذكرت المجلة السويدية TT في 18 آذار 1984، ومجلة الأوبزيرفر في عددها بتاريخ 7-4-1984 عقد صفقة أسلحة إسرائيلية إلى إيران. قالت المجلة الأخيرة: إنها بلغت 4 مليارات دولار. فهل كانت إسرائيل لترضى بشحن السلاح إلى إيران لو كانت إيران تشكل أدنى خطر على الوجود والكيان اليهودي؟! وهل كانت أمريكا لتعطي السلاح إلى إيران لو أن إيران تشكل الخطر الإسلامي الحقيقي الذي تهابه أمريكا وروسيا و غيرهما؟!
تصريحات ووثائق صحفية 1. (إن إسرائيل لم تقل في يوم من الأيام: إن إيران هي العدو). وزير الخارجية اليهودي في حكومة في نتنياهو (ديفيد ليفي)/ جريدة هاآرتس اليهودية في 1/6/1997. 2. (إن إيران دولة إقليمية، ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها. فإيران تؤثر على مجريات الأحداث، وبالتأكيد على ما سيجري في المستقبل. إن التهديد الجاثم على إيران لا يأتيها من ناحيتنا، بل من الدول العربية المجاورة! فإسرائيل لم تكن ابداً - ولن تكون - عدوا لإيران). الصحفي اليهودي (أوري شمحوني)/ صحيفة معاريف اليهودية في 23 /9/1997. 3. أصدرت حكومة النتنياهو أمراً يقضي بمنع النشر عن أي تعاون عسكري او تجاري او زراعي بين اسرائيل وايران. وجاء هذا المنع تغطية لفضيحة رجل الأعمال اليهودي (ناحوم منبار) المتورط بتصدير مواد كيماوية الى ايران، وتعد هذه الفضيحة خطراً يلحق بإسرائيل وعلاقاتها الخارجية. وقد أدانت محكمة تل ابيب رجل الاعمال اليهودي بالتورط في تزويد ايران بـ 50 طنا من المواد الكيماوية لصنع غاز الخردل السام. وقد تقدم المحامي اليهودي (امنون زخروني) بطلب بالتحقيق مع جهات عسكرية واستخباراتية اخرى زودت ايران بكميات كبيرة من الاسلحة ايام حرب الخليج الأولى . الشـرق الأوسط / العدد (7359). 4. قامت شركة كبرى تابعه (لموشيه ريجف) الذي يعمل خبير تسليح لدى الجيش الاسرائيلي ما بين (1992-1994) ببيع مواد ومعدات وخبرات فنية الى ايران. وقد كشف عن هذا التعاون الاستخبارات الامريكية بصور وثائق تجمع بين موشيه والدكتور ماجد عباس رئيس الصواريخ والاسلحة البايولوجية بوزارة الدفاع الإيرانية. صحيفة هاآرتس اليهودية، نقلا عن الشرق الاوسط عدد (7170). 5. ونقلت جريد الحياة بعددها (13070) نقلاً عن كتاب الموساد للعميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية (ريتشارد توملينسون): وثائق تدين جهاز الموساد لتزويده ايران بمواد كيماوية. 6. (في كل الأحوال فإن من غير المحتمل أن تقوم إسرائيل بهجوم على المفاعلات الإيرانية. وقد أكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان ايران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر اسرائيل عدوا لها. وإن الشيء الأكثر احتمالاً هو أن الرؤوس النووية الايرانية هي موجهة للعرب). الصحفي اليهودي (يوسي مليمان)، نقلا عن لوس انجلس تايمز/ جريدة الأنباء العدد (7931). 7. (لقد ساعدتنا إسرائيل على اقتلاع الإرهاب الفلسطيني (الوهابي) من الجنوب). لقاء صحفي مع (حيدر الدايخ) أحد كبار الزعماء الشيعة من حزب امل أجرته مجلة الأسبوع العربي 24/10/1983. وذكرت وكالة رويتر في 1/7/1982 أن القوات الصهيونية لما دخلت بلدة النبطية لم تسمح إلا لحزب أمل بالاحتفاظ بمواقعه وكامل أسلحته. 8. (إن العلاقة بين اسرائيل والسكان اللبنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الأمنية، ولذلك قامت إسرائيل برعاية العناصر الشيعية، وخلقت معهم نوعاً من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني، الذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس والجهاد). ضابط إسرائيلي من المخابرات " صحيفة معاريف اليهودية 8/9/1997. هذا غيض من فيض هذه العلاقة المشبوهة بين اليهود والشيعة، وإسرائيل وفارس. وقبل أن أنهي هذا الحديث أذكر بآيات كريمة من القرآن العظيم، تفضح العلاقة الآثمة بين أعداء الصحابة وإخوانهم واليهود. تبين هذه الآيات أن هناك أُخوَّتين: أخوة الصحابة، فمن رفضها كان أخاً لليهود والنصارى، يواليهم ويتحالف معهم ضد أمة الإسلام. وحاشا لمن يكره الصحابة ويكفرهم أن يكون مخلصاً أو صادقاً في ولاءه ومحبته للأمة. بل لا بد لزوماً أن يكون عدواً لها، وهذا ما يصرح به كبار علماء الشيعة، وقد ذكرته في أكثر من موضع وكتاب . يقول تعالى بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار، وهم مجموع الصحابة حين نزول الآية: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10). هؤلاء هم أهل السنة والجماعة، الذين أحبوا الصحابة y واتبعوهم، وساروا على طريقهم. ثم قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (الحشر:11). وهؤلاء هم الشيعة، أصحاب عقيدة (تقية – النفاق)، الذين تركوا أُخوة الصحابة y ، فجازاهم الله سبحانه بأن عوضهم عنها بأخوة الذين كفروا من أهل الكتاب (اليهود والنصارى)! يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير! هداهم الله فاستحبوا العمى على الهدى؛ والله لا يهدي القوم الظالمين.
بيانات العضو
همس الورد
.. ..
معلومات العضو
الجنس »•: : العمر »•: : 35اڷمڜارگات »•: : 1126نقاط التميز »•: : 3409تقييم العضو »•: : 21
معلومات الاتصال
موضوع: رد: قراءة نفسية في عقيدة التشيع(4)صلة اليهود بالشيعة الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 3:17 pm
المبحث الثاني
المعالم النفسية لدى الشخصية اليهودية
مهما درست الشخصية (الفارسية) – وسليلتها الشيعية – من الناحية النفسية، فإن شخصية مشابهة تقفز إلى الذهن، وتراود صفحة الأفق. تلك هي الشخصية اليهودية. فحين تبحث عن عناصر الشخصية (الفارسية)، تجد في كل خطوة تخطوها ما يشير إلى التشابه بين الشخصيتين: الفارسية واليهودية، حتى تنتهي إلى أن الشخصيتين تتشابهان تماماً، بحيث يمكن القول: إن كل سمة أو عقدة أو مرض نفسي في هذه، موجود في تلك. وهذا ما نجده واضحاً حين نقارن بين ما تحدث عنه القرآن الكريم من صفات اليهود وأخلاقهم وسماتهم النفسية، وبين ما نجده واقعاً من ذلك لدى جمهور المتشيعين بتشيع الفرس. وهذا يشير حتماً إلى أن العلاج يتشابه بقدر ما بين الشخصيتين من تشابه وتقارب نفسي. وعندها ربما لا نحتاج لغير ما ورد في القرآن الكريم من وسائل وأساليب طبقها الرسول العظيم r في تعامله مع اليهود، ومواجهته لخطرهم. قادتني هذه الملاحظة - بعد أن انتهيت من كتابة مسودة الكتاب بعدة أشهر - إلى أن أبحث عما كتب من دراسات نفسية عن اليهود، فوجدت الأمر كما توقعت تماماً ! حتى كأن ما كتب عن اليهود هو نفسه الذي كتبته عن الفرس أو الشيعة المتأثرين بهم. ولا عجب! فإن التحليل النفسي يوصلنا إلى أن الأساس واحد في الحالتين؛ إذ تبدأ العقد النفسية في الشخصية اليهودية من المبدأ نفسه الذي انطلقت منه العقد النفسية الفارسية: شعور القلة العددية بالضعف والخوف ضمن الكثرة المهددة المحيطة بها. ومن هذا الشعور نتجت (عقدة النقص) و(عقدة الاضطهاد)، وتسلسلت باقي العقد بالطريقة نفسها التي ذكرناها عن الفرس. وإذا كان هذا التشابه قد ثبت من خلال النظر في الواقع - تجريبياً ونظرياً - فإن هذا يستلزم أن ما حكاه القرآن العظيم عن اليهود – تشخيصاً وعلاجاً - يمكن إنزاله على أولئك الذين دانوا بتشيع الفرس، وهم عامة الشيعة اليوم. وهذا يدعوني إلى أن أقسم هذا المبحث إلى قسمين: القسم الأول: عن الشخصية اليهودية من خلال الدراسات النفسية الحديثة. القسم الثاني: عن الشخصية اليهودية في القرآن.
القسم الأول
الشخصية اليهودية
من خلال الدراسات النفسية الحديثة
اتخذ اليهود تجمعات سكانية انعزلوا بها عن المجتمعات غير اليهودية التي تحيط بهم، شعوراً منهم بالخوف وطلباً للأمن والحماية من المحيط المهدد لهم. مثل (حارة اليهود) في مصر، (وقاعة اليهود) في اليمن . و(القاهال) في شرق أوروبا وهي كلمة عبرية تعني جمهورا أو جماعة كبيرة من الناس في مكان واحد . و(الجيتو) وهو عبارة عن حي أو عدد من الشوارع المخصصة لإقامة اليهود. و(الشتتل) ومعناه (المدينة الصغيرة) وجاء في وصفه أنه حي قذر، شوارعه ملتوية كمناقشات التلمود، تخرج منها حوارٍ وأزقة وزرائب خلفية. وأغنى اليهود فيها يمكن أن يكون في إحدى صور أربع: غني أو فقير، بائع متجول أو صانع) . وهذا يذكرني بـ(حي الثورة) الشيعي القذر - والذي صار بعد الاحتلال يسمى بـ(مدينة الصدر) - وسائر التجمعات الشيعية في بغداد. لقد تأسست هذا الحي في عهد الرئيس عبد الكريم قاسم في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، عندما جلب له أعداداً غفيرة من مدينة (العمارة) في الجنوب، وأسكنهم فيه، وفي مناطق أخرى من بغداد كالشعلة والشاكرية. وظلت (الثورة) تعاني من القذارة والإهمال والعشوائية في البناء، حتى أعاد بناءها وتفصيلها تفصيلاً حديثاً الرئيس صدام حسين في بداية الثمانينيات، وسماها باسمه (مدينة صدام). لكنها سرعان ما عادت إلى سابق (عزها) كأقذر تجمع سكاني في بغداد! ومثالاً يتباكى به الشيعة دليلاً على (الظلم والاضطهاد ومظلمة أتباع أهل البيت). دراسة الدكتورة سناء عبد اللطيف حسين في كتابها (الجيتو اليهودي) تحدثت الدكتورة سناء عبد اللطيف حسين في كتابها ( الجيتو اليهـودي ) عن الآثار النفسية الناتجة عن حياة اليهود في الجيتو، ولخصتها في جملة خصائص تجدها تتشابه تماماً مع تلك الخصائص النفسية لنموذج الشخصية الشيعية، التي استخلصتها من خلال الدراسة والتتبع الميداني! وأنا أنقل ما جاء من هذه الخصائص كما ورد بنصه:
أولاً- الشعور بالاضطهاد والخنوع والإذلال لقد أثرت حيات الجيتو والتشتت والعزلة، وأحداث الاضطهاد التي عانى منها اليهود على سيكولوجيتهم، فأصبح مركب الخوف هو المركب النفسي السيكولوجي الموروث عن تجارب الاضطهاد لدى اليهود. وكان اليهودي يستجيب لهذا الاضطهاد الذي استمر قرونا ًطويلة، إما بموقف الذليل الخانع الذي يتسم بالمازوخية، أو يستجيب بالرحيل والهجرة إلى مكان آخر يتصوره أقل ظلماً وأرحب صدراً . وهذه هي عقدة الاضطهاد وعقدة النقص أو الدونية، والسلوك الماسوشي لدى الشيعة.
ثانياً- تحقير الذات هذا وقد تطور الشعور بالاضطهاد والخنوع والإذلال إلى شعور بكراهية النفس والخزي والعار وتحقير للذات اليهودية. والنظريات المعاصرة في الطب النفسي والخاصة بالظواهر النفسية النفسية الداخلية تقر أن المشاعر الإنسانية تتطور، فكل شعور يؤدي إلى شعور آخر، وهذا ما حدث لليهود إذ تطور الشعور بالاضطهاد آلي شعور بكراهية الذات اليهودية واحتقارها . والشعور بالخزي وكراهية النفس وتحقير الذات ، التي ميزت يهود الجيتو ، تسمى بالتعبير السيكولوجي العلمي (الشعور بالدونية ). ويرجع ذلك إلى الإحساس بالاضطهاد كعنصر مميز للتكوين السيكولوجي الإسرائيلي . وهذه هي عقدة النقص أو الدونية أوعند الشيعي.
ثالثاً- الشعور بالحقد والكراهية نحو الآخرين أيضا من الآثار السيئة التي تكونت في نفسية يهود الجيتو، الحقد وكراهية الآخرين. فحياة اليهود داخل الجيتو قروناً طويلة جعلتهم لا يشاركون المجتمع، بل انكبوا على دراسة ماضيهم دون النظر إلى المشاركة في التطور الذي يسير فيه العالم - كما سبق أن ذكرنا - وكان نتيجة ذلك تخلف اليهود؛ لذلك أخذوا ينظرون إلى هذا التقدم في البلاد التي يعيشون فيها نظرة حقد وكراهية. وهكذا تأصلت هذه الخاصية في كيان يهود الجيتو حتى أصبحت ضمن مكونات شخصياتهم، فامتلأت نفسياتهم بالحقد على الغير، حتى بين اليهود بعضهم وبعض: حقد على الغني من الفقير، وعلى القوي من الضعيف، وعلى السعيد من الحزين . وهذه هي عقدة الحقد عند الشيعة.
رابعاً – العدوانية والعنف من ناحية أخرى أدت العزلة النفسية التي عاش فيها اليهود عبر قرون طويلة إلى اتصاف اليهود بعقلية قاسية تميل إلى الشر والهدم وسفك الدماء. وأصبحت الشخصية اليهودية التي عاشت في الجيتو شخصية عدوانية. فقد كان لحارات الجيتو الفضل في الحفاظ على العنصر اليهودي في شكلها المرضي الذي أصبح داء عضالا، حتى انقلب إلى موقف رفض للاندماج، ثم إلى عداء للإنسانية؛ فانقلب يهود الجيتو المضطهد الذليل إلى وحش كاسر عندما أتاحت له ظروف الاستعمار أن يقيم دعائم الصهيونية، فمارس كل ما عرفه من صنوف الإذلال والتعذيب على مدى قرون داخل الجيتو على المستضعفين من عرب فلسطين. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام : كيف استطاع اليهودي الجبان ، الذليل ، الخانع ، المنطوي ، المنعزل ، الذي عاش على هامش المجتمع أن يتحول إلى سفاح طاغي ، يتفجر نشاطاً عدوانياً؟ للإجابة على السؤال السابق نستطيع أن نقول:إنه لا بد أن هناك أحداثاً كانت لها صلة بحدوث تغير عميق في البناء النفسي ليهود الجيتو، نتج عنها هذا التحول. ويبدو أن أحداث فتك النازيين ببضعة ملايين من اليهود – في المعسكرات النازية – كانت بمثابة نقطة تحول في السلوك اليهودي، حيث أن تفسير أي سلوك إنما يرتد إلى نمط علاقة الفرد بالآخرين. أي نمط بناء الشخصية. وهذا يرتد في نهاية الأمر إلى ما يطلق عليه (هوية الذات) أو (هوية الأنا). ومن الثابت أن (هوية الذات) إنما هي نتاج عملية (التوحد) بالآخرين، تلك العمليات التي تعتبر المحور الأساسي في مدان علم النفس. وهذا المحور هو محور (الأنا- أنت). فبناء الأنا النفساني توضع لبناته الأولى على غرار مكونات الأنا لدى من قام على شؤون الصغير أي الأم والأب. وبناء على ما سبق نستطيع أن نفسر كيف تحول اليهودي من الاستكانة إلى العنف والعدوان، إذ أن ذلك تم عن طريق عملية التوحد الجديدة فيما يختص بهوية اليهود في الحقبة اللاحقة للحرب العالمية الثانية. وهو ما يطلق علية عملية (التوحد بالمعتدي). والتوحد بالمعتدي هي حيلة لا شعورية تُصطنع للتغلب على الخوف من المعتدي، بمعنى أن الصبية اليهود ومن كان منهم في أول شبابهم، من الذين قبض عليهم وعلى آبائهم في أوربا، أودعوا في معسكرات الاعتقال النازية أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم أفرج عمن بقي منهم على قيد الحياة بعد هزيمة النازيين. مما لا شك فيه أنهم توحدوا بجلاديهم النازيين. وفي دراسة قام بها الطبيب النفساني اليهودي (منكوفكس ) في كتابه بعنوان (مبحث في علم النفس المرضي) ص285 يتحدث عن الأطفال اليهود في معتقل (بوخنفالد)، يقول: (إن التخدير الوجداني – أي انعدام الاستجابة العاطفية لدى مرضى العقل – ليس إلا علامة من علامات التدهور النفسي، خاصة بين الشباب اليهود بعد بقائهم فترة طويلة في معسكرات الاعتقال وهم في سن اللعب. فأطفال معسكر بوخنفالد نشأ عندهم مرض البارانويا - توهم الاضطهاد لدى مرضى العقل -). والتوحد بالمعتدي ليس أمرا قاصرا على أطفال (بوخنفالد ) وغيرهم من المعتقلات النازية الأخرى ، بل قد يتم التوحد بالمعتدين طريق التعاطف اللاشعـوري ، بمعنـى التحليل النفسي. وعلى هذا يمكن القول أن يهود أحياء الجيتو قد توحدوا بالمعتدي، وبالتالي فإن أفراد الشعب اليهودي في فلسطين من غير خريجي المعتقلات ،قد توحدوا بالمتوحدين بالمعتدي من شباب المعتقلات. بمعنى أنهم توحدوا بهم عن طريق العدوى أو التعاطف اللاشعوري لاتصالهم المباشر بهم. وقد نتج عن مركب الخوف وتوهم الاضطهاد والتوحد بالمعتدي – السابق ذكره – أن قام اليهود بأعمال العنف ضد العرب من قتل وذبح وطرد ومصادرة أراضي واغتصاب منازل؛ لأنهم يعتقدون في أنفسهم أنهم إذا لم يقوموا هم بالاعتداء على العرب فإنهم سوف يكونوا في وضع المعتدى عليهم مثل الماضي، ومن ثم تولد عند اليهود شعور بأن كل من حولهم أعداء لهم . وهذه هي العدوانية أو عقدة الاعتداء عند الشيعة، التي تحدثنا عنها وعن جذورها، وتفجرها بعد الاحتلال الصليبي للعراق. وعلاقة حيلة (التوحد أو التماهي بالمعتدي) النفسية، والبحث عن الذات وعقدة الاضطهاد وعقدة التوجس أو الخوف من الآخر بالموضوع. وهي أمراض وعقد نفسية متشابهة لدى الفريقين حذو القذة بالقذة.
خامساً – التشاؤم واليأس وفقدان الأمل والتشكك يعتبر التشاؤم واليأس من الخصائص المميزة لشخصية يهودي الجيتو. وقد أثبتت نتائج البحوث التي أجريت في مجال الصحة النفسية الإسرائيلية أن التشاؤم واليأس وفقدان الأمل في المستقبل، والتشكك حيال الآخرين وحيال بعضهم البعض من الخصائص المميزة لشخصية يهودي الجيتو خاصة الأشكنازيم منهم. حتى إنهم أخذوا يفقدون الأمل في الخلاص وأصبحوا يتشككون في مقدرة الرب لنصرتهم. وفي ذلك يقول (ماكس نوردو) : (إن اليهود يئنون تحت ظروفهم البائسة في أوربا الغربية ويبحثون عن الخلاص، ولكنهم فقدوا ذلك الإيمان الذي كان يساعدهم في تحمل العذاب واعتباره مجرد قصاص من إله يحبهم. كما فقدوا الأمل في مجيء المسيح المنتظر الذي سيخلصهم) . وهذا هو الشعور بالإحباط عند الشيعة، والنفسية التشاؤمية المتشككة الحزينة لديهم. واليأس من الخلاص الذاتي النابع من عقدة النقص، واستبطاء تحقق خرافة مجيء المهدي المنتظر؛ الذي يدفعهم على الدوام إلى التعلق بالخلاص على يد الغازي أو المحتل الأجنبي، ومناصرته والتمسك به، إلى أن يفقدوا الأمل به ثانية وتتقاطع مصالحهم فيسلط الله بعضهم على بعض، ويذيق بعضهم بأس بعض، مأزورين غير مأجورين. ومن الأمثلة التاريخية على خيانة اليهود ونقضهم العهود ما فعله يهود بني قريضة من التحالف مع المشركين وجلبهم لغزو وطنهم (المدينة المنورة) نكايةً بمواطنيهم المسلمين. وهو ما فعله ويفعله الشيعة على الدوام.
سادساً – الشعور بالتمايز كان الشعور بالتمايز هو الخاصية النفسية الأخرى التي لها جانب كبير في التكوين السيكولوجي ليهود الجيتو خاصة في أوربا. والشعور بالتمايز مصطلح يشير في العلوم الاجتماعية إلى العملية التي يحدث عن طريقها الانفصال والتفرقة والتفاضل بين الأفراد والجماعات على أساس محكّات موضوعية مثل العنصر أو الدين أو السلالة أو مستوى الذكاء أو التعليم ... الخ. ويصاحب هذه العملية تمايز اجتماعي من ناحية المرتبة الاجتماعية والفروق الثقافية والوظيفة والاقتصاد... إلخ. وقد أخذت هذه الخاصية - من قبلُ - صورة النقاء العنصري وشعب الله المختار، ولكن الآن في دولة (إسرائيل ) قد آخذت هذه الخاصية شكلاً آخر، حيث أصبح الشعور بالتمايز يأخذ صورة التفوق العقلي والذهني لليهود الغربيين. ونظراً لاختلاف العناصر الأساسية للتنشئة الاجتماعية لليهود القاطنين في حارات الجيتو في مختلف بلدان العالم، لذلك نجد أن الجيتو في كل بلد قد ترك بصماته على حياة اليهود في إسرائيل. ولتوضيح ما سبق، يكفينا أن ندلل على وجود فوارق اجتماعية كبيرة بين الطوائف اليهودية في إسرائيل، حيث اكتسب اليهود القاطنين في حاران الجيتو في أوربا شعوراً بالتفوق والامتياز. وكان هذا الشعور ضمن العناصر الأساسية التي تضمنتها تنشئتهم الاجتماعية، وبالتالي أصبح ضمن مكونات تركيبهم السيكولوجي. فاليهودي الغربي (الأشكنازي) يعتبر نفسه أكثر حضارة ومدنية وثقافة من اليهودي الشرقي (السفاردي) . (إن الرواسب الذهنية للتفرقة والخلافات القديمة كان لها دورها الفعال في الشعور بالتمايز. والتحليل النفسي لهذا التمايز الناتج عن الرواسب الذهنية القديمة تحمل في طياتها الشعور بالبغض والجفاء من جانب اليهود الأشكنازيم تجاه اليهود السفارديم الذين كانوا يترفعون عليهم في الماضي بما لديهم من ثقافة وعلم نتيجة اتصالهم بالحضارة العربية الغنية بألوان الثقافة والمعرفة والأدب والفلسفة والشعر، في الوقت الذي كان يعيش فيه يهود أوربا في ظلمات الجهل والشعوذة في الجيتو المغلق. وهذه الرواسب القديمة تركت أثرها السيكولوجي على نفسية اليهود الأشكنازيم الذين سنحت لهم الفرصة لكي يعوضوا ما مر بهم من بؤس بالانتقام من اليهود السفارديم. وهذا هو الشعور الذي يتعرض له الإنسان المضطهد عامة حين تتاح له الفرصة فينفس عن شعوره باضطهاد الأقل منه قوة. ومن ناحية أخرى، فقد جاء في نشرة مجلس الطائفة السفاردية في القدس: (إن ما يكرهه يهود أوربا الشرقية في إخوانهم اليهود الذين يأتون من الشرق، هو حقيقة أن هؤلاء اليهود يذكرونهم بأحوالهم الاجتماعية والثقافية التي كانوا يعيشونها منذ بضعة عقود في حارات الجيتو في روسيا و بولندا. وأن رغبتهم في نسيان هذا الماضي هو الذي جعلهم يرفضون السفارديم الشرقيين) . وهذه هي عقدة السيد النابعة من عقدة النقص لدى الشيعة. تأمل كيف يسمون أهل السنة (أبناء العامة)؟! فهم الخاصة إذن. على طريقة (شعب الله المختار).
سابعاً – التعصب كان من أثر الجيتو أن تولدت في نفوس اليهود مرارة دفينة، وغلبهم خوف متواصل جعلهم يتمسكون بكيانهم ويتعصبون لدينهم، وأصبحوا لا يميلون إلى التعامل مع الأجانب. ويوماً بعد يوم كان هذا التعصب ينمو و يزداد. والتعصب في الحقيقة تعريف سيكولوجي يهدف إلى عزل الأفراد والجماعات المتعرضة بعضها عن بعض وإقامة الحدود الفاصلة بينها. والتعصب أيضا يعتبر مظهراً من مظاهر الجنوح في تأكيد الذات واحترامها. والمغالاة في هذا الجنوح يصل بالفرد إلى أن يعشق ذاته ويحرص على تضييق عالمه الخاص به . وهذا ما فعله اليهود فعلاً ، ولا سيما من خلال فكرة شعب الله المختار والبقاء العنصري . ويقرر (إمبري) أن التعصب يعتبر نوعاً من أنواع النرجسية Narcisisme وعشق الذات . والمغالاة في عشق الذات تجنح بالأفراد إلى ضروب مختلفة من كره ومقت الأفراد الآخرين الذين يختلفون عنهم. وهذا الشعور بلغ أقصاه عند اليهود. فحبهم لأنفسهم وعشقهم لذاتهم جعلهم يكرهون جيرانهم، بل ويعتبرون كل من هو غير يهودي: أجنبياً وغريباً عنهم . ومن المعروف أن الطفل في سنواته الأولى يتعلم كيف يميز بين الأشخاص والأشياء، ويصبح من هذه اللحظة قادراً على ممارسة العلاقات الاجتماعية. ويتعلم كيف يحدد لنفسه المسافة الاجتماعية بينه وبين غيره. وتنشئة الطفل اليهودي في الجيتو ركز على تعليمه الأنماط السلوكية التي تتسم بالتعصب. كما ركزت أيضا على تشكيل شخصيته بطريقة عملت على اتساع هوة البعد الاجتماعي بينه وبين غيرهم. ويظهر التعصب أيضا عندما ينظر الفرد أو الجماعة إلى ثقافته أنها الثقافة الراقية بالفطرة. ويتضمن هذا الاتجاه حكماً بالدونية على الثقافات الأخرى. وهذه في الواقع نظرة اليهود إلى ثقافات الشعوب الأخرى . ونجد في قصيدة (أغنية المهد ) التي كتبها (شاؤول تشرنيخوفسكي) للتعبير عن تعصب اليهود لجنسهم حين يقول : يهودي أنت يا بني في هذا سعادتك وأيضاً مصيبتك فصيلة من سلالة شعب عريق تفوق عظمتك الشعوب وهذه هي عقدة التعصب لدى الشيعة، بكل حيثياتها التي تحدثنا عنها سلفاً. حتى في تربيتهم لأطفالهم، وكيف يغذونهم الحقد على غيرهم، ويغرسون فيهم الشعور بالخوف منهم، والعزلة النفسية عنهم. وهذا من أهم أسباب الشعور بالاغتراب.
ثامناً- الشعور بالاغتراب كما سبق أن ذكرنا أنّ اليهود كانوا يعيشون في الجيتو بقلوبهم وعقولهم في نطاق حدود تراث مرتبط بالدراسات الدينية والرقعة المادية المحدودة للجيتو؛ مما جعلهم دائماً وأبداً مختلفين ومتغايرين عمن حولهم. وكانوا دائما عنصراً أجنبياً وغريباً في أي مجتمع. بالإضافة إلى ذلك فإن الشعور بالاضطهاد وعدم الاستقرار، كل ذلك جعل اليهود يعيشون في حالة اغتراب ونفي دائمة. والنظريات المعاصرة في الطب النفسي، والخاصة بالظواهر النفسية الداخلية تؤكد على أن نقص الضمان الاجتماعي يؤدي إلى حالة من الانحسار الروحي، والانكماش النفسي والقلق والشك واليأس، ثم تتفاعل هذه المشاعر ويتولد عنها حالة الاغتراب. والظروف التي مر بها اليهود من عزلة داخل أحياء الجيتو، وانفصالهم عن العالم الخارجي، وتعرضهم للاضطهاد أحياناً، كل ذلك جعل اليهود يصابون بتلك الظواهر النفسية التي نتج عنها إصابة اليهود بحالة الاغتراب . الشعور بالخوف من المحيط - بعنصريه: الطبيعة والإنسان – مغروس عميقاً في النفسية الشيعية. ومن هنا نشأ عنده الشعور بالاغتراب، وما يتبعه من الشعور بالاضطهاد. وهو أساس الشعور بعدم الانتماء إلى المحيط أو الولاء للوطن. الذي استتبع قابلية الاستعمار أو الاستدبار عند جمهور الشيعة.
تاسعاً – الشعور بعدم الانتماء للجماعة والولاء للوطن نتج عن عزلة اليهود رفض الانتماء، وعدم التفاعل الحقيقي مع المجتمع، وتقليص عناصر الولاء القومي. وهناك بعض العقائد التي تميزت بها طبيعة الحياة الفكرية والمعيشية في الجيتو، زادت من شعور اليهود بعدم الانتماء للجماعة، وساعدت على انفصالهم عن جيرانهم. منها عقيدة المسيح المنتظر الذي سيقود اليهود إلى صهيون. وحيث أن هذه العقيدة كانت تسيطر على كيان اليهود وفكرهم فقد فتر الإحساس بالارتباط بالمكان الذي يعيش فيه اليهود في شتاتهم؛ لأنهم ينتظرون المسيح الذي قد يظهر في أي وقت فيضطرون إلى ترك هذا المكان الذي يعيشون فيه، ويتبعون المسيح المخلص إلى وطنهم الحقيقي، إلى الأرض المقدسة؛ من هنا فقد اليهود في شتاتهم الشعور بالانتماء للجماعة، أو الولاء للوطن الذي يعيشون فيه . عاشراً – حب المال والبخل من ناحية أخرى فقد ولدت حياة الجيتو صفة البخل عند اليهود، حتى أصبح حب المال والبخل ضمن مكونات الشخصية اليهودية التي عاشت في حارات الجيتو. فقد سبق أن أشرنا إلى أن اليهود اشتهروا من قديم الأزل بحب المال والحرص على جمعه. وقد ساعدت ظروف الاضطهاد التي أحاطت باليهود أحيانا في بعض حارات الجيتو - بالإضافة إلى شعورهم بأنهم يشكلون فئة منبوذة ومنعزلة - إلى جعل اليهود قلقين في أعماقهم، ولا يطمئنون على استمرار ملكيتهم لأي شيء. ومن هنا أصبح المال يمثل شيئاً جوهرياً في حياتهم، ونمت عندهم صفة حب المال والحرص علية وعبادة لدرجة البخل الشديد عند الكثير منهم، حيث أدت الصفة المادية للشخصية اليهودي إلى صفة أخرى هي الشخصية البخيلة، حتى أنها أصبحت اصلاً من الأصول المكونة لنفسية اليهودي . وهذا يشبه ما عليه علماء الشيعة ومراجعهم وسادتهم من حب المال، والحرص على جمعه، والبخل بإنفاقه على مستحقيه. ولحبهم المال وتعلق نفوسهم الشديد به اخترعوا خمس المكاسب وثلث الأموات (وهو أن يوصي الميت من باب الاستحباب يعطوا ثلث أمواله إلى المرجع الديني!) والحقوق الشرعية وحق الجد، ورد المظالم (وهو أن يدفع من كانت عليه مظلمة أو تقصير في حق شرعي، أو ترك واجباً مبلغا من المال إلى المرجع لتغفر له مظلمته). وغيرها من المسميات الباطلة. واستحوذوا على الصدقات والكفارات والذبائح والنذور، واحتجنوها لأنفسهم. وأجازوا الربا ، واستحلوا سرقة أموال (الآخر)، وأخذ ونهب أموال الدول التي يعيشون فيها. وغيرها وغيرها. حتى روى الكليني عن أبي عبد الله أنه قال: ما من شيء أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى الإمام. وإن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل أُحد. وفي رواية : درهم يوصل به الإمام أفضل من ألف ألف درهم فيما سواه من وجوه البر . حادي عشر – الخوف والشعور بعدم الأمن والأمان خارج حدود الجيتو من ناحية أخرى أثرت حياة الجيتو على اليهود الذين عاشوا بين جدرانه، حيث أصبح الخوف الناتج من توقع العدوان ضمن مكونات الشخصية اليهودية. لذلك نجد أنه على الرغم من المستوى الحضاري المتدني والفكر المتخلف الذي ساد الحياة في الجيتو، إلا أن اليهود كانوا يعيشون بالأمان داخل حدوده، وكانوا ينظرون إلى العالم الخارجي بعين الشك والريبة، وأنه عالم مليء بالأخطار لدرجة أنه عندما حاولت اليهودية الإصلاحية أن تهدم أسوار الجيتو، وأن تستجيب لنداء الاندماج بعد أن انطلقت شعارات الحرية في العصر الحديث، رفض الصهيونيون هذا الأمر، وعملوا على إقامة دولة إسرائيل لتكون جيتو كبيراً يعيش في ثناياه يهود العالم حتى يشعروا بالأمان. وامتد هذا الفكر الجيتوي الذي ساد بين اليهود طيلة قرون عديدة ليجعل قادة الصهيونية يقررون إقامة الأسلاك الشائكة، وبناء الأسوار حول مكان إقامتهم حتى بعد ما تجمعوا في أرض الميعاد في دولة إسرائيل . ويصف ( فرديناند زفايج ) – الباحث اليهودي – شخصية الشباب الإسرائيلي الأشكنازي فيقول : (إنه يشعر كما لو كان محاطاً بتهديد مستمر بالإفناء) . وهذا الخوف وعدم الشعور بالأمان من المحيط الخارجي، هو الدافع وراء التعصب الطائفي الشديد عند الشيعة، والتعلق الطفلي بالمرجعية، فلا يشعرون بالطمأنينة إلا داخل هذه الأسوار الوهمية.
دراسات أخرى وقد أجمعت على هذا الدراسات الأخرى التي اطلعت عليها. واتفقت على وجود وتسجيل جميع العقد والأمراض والسمات النفسية والسلوكية التي توصلتُ إلى تشخيص وجودها في الشخصية (الفارسية) وسليلتها الشيعية مثل: عقدة النقص أو الدونية، الاستخذاء، عقدة السيد، عقدة الاضطهاد، عقدة الحقد، العدوانية أو عقدة الاعتداء، عقدة الانتقام، الهُجاس، التعصب، الغدر، الخداع، عدم الاعتراف بالآخر، استحلال ما عند الغير، السادو- ماسوشية، التوحد بالمعتدي، التعلق بالمال، العقلية الخرافية، خيانة الوطن، البارانويا (هذاء الاضطهاد) . وتكرار المذابح اليهودية.
بيانات العضو
همس الورد
.. ..
معلومات العضو
الجنس »•: : العمر »•: : 35اڷمڜارگات »•: : 1126نقاط التميز »•: : 3409تقييم العضو »•: : 21
معلومات الاتصال
موضوع: رد: قراءة نفسية في عقيدة التشيع(4)صلة اليهود بالشيعة الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 3:19 pm
القسم الثاني
الشخصية اليهودية من خلال القرآن الكريم
ورثة آدم وورثة إبليس في أول قصة للخليقة وردت في القرآن جاءت قصة أبينا آدم عليه السلام مع إبليس (لع). بعدها مباشرة جاء الحديث عن بني إسرائيل (اليهود). ثم بعدها جاء الحديث عن أبينا إبراهيم عليه السلام، وورثته أمة الإسلام. ليظهر في النهاية أن أولئك (اليهود) هم ورثة إبليس اللعين، وأن هؤلاء (أمة الإسلام) هم ورثة آدم عليه السلام الحقيقيين.
1. عقدة النقص تظهر عقدة النقص عند اليهود في القرآن من خلال النظر والتأمل في عدة آيات. منها قوله تعالى: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) (البقرة:96). لقد جاء التعبير لكلمة (حياة) بالتنكير ليقول لك: إنهم حريصون على أية حياة، ولو كانت حياة مذلة ومهانة وعبودية، أو حياة الكلاب والقردة والخنازير والحمير!. ومنها قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) (البقرة:61). نفوس ذليلة مستكينة، دونية تطلب الدون من الأشياء بدلاً مما هو خير. وقوله: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران:112). ومنها قوله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:47). إذ حولوا هذه الأفضلية من أفضلية عمل إلى أفضلية جنس أو عنصر. وهذه سمة المصابين بـ(عقدة النقص)، يتعوضون عن نقصهم وسوء أعمالهم بالدعاوى الكبيرة الفارغة؛ ليغطوا بها نقصهم وخواءهم. وانظر إلى تجبرهم حين قالوا: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) (آل عمران:181)! وهذه لا يرتكبها إلا مريض بـ(عقدة النقص). واليهود جمعوا بين سوء العمل، وكبر الدعوى. يقول تعالى عنهم: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة:5). وفي الآية تظهر حيلة (الإسقاط) النفسية. فاليهود وصفوا غيرهم بـ(الحمير) والبهائم (الغوييم)، بينما هذا الوصف لا ينطبق إلا عليهم ومن شابههم، بشهادة أصدق القائلين جل وعلا. فاليهود إنما (يُسقطون) على الآخرين رذائلهم وصفاتهم. بل بلغت بهم الصفاقة أن (أسقطوا) بخلهم على الله سبحانه! فقالوا: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا) (المائدة:64). وهذه الشخصية لا تفهم إلا لغة القوة: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:63). فأخذ الميثاق كان تحت التهديد بسقوط الجبل فوق رؤوسهم. لكن ما إن ذهب الخوف، وارتفع الطور إلى مكانه عنهم حتى رجعوا إلى ما كانوا عليه من تفلت وعصيان: (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (البقرة:64). ولأمر ما كانت معجزة موسى عليه السلام في بني إسرائيل هي العصا. وتتجلى عقدة النقص أو الضعف عند اليهود من خلال بنائهم الحصون واحتمائهم بها لا يقاتلون إلا من وراء جدرها . قال تعالى: (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ) (الحشر:2). وقال: (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ) (الحشر:14). ومن ذلك تعلقهم بالتحالفات والقوى الخارجية، وتعويلهم التام عليها، لا على أنفسهم مستقلين عن غيرهم، ما يدل على تأصل الضعف فيهم، وأنه ضعف ذاتي، لا ينجبر إلا بالغير. كما قال تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ) (آل عمران:112). ومنها تذللهم لعلمائهم حتى عاملوهم معاملة الأرباب، وأنزلوهم منازل الآلهة: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة:31). ولولا عقدة النقص ما اتخذوا العجل معبود عدوهم إلهاً لهم! (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ) (الأعراف:152). فهي ذلة متأصلة في نفوسهم عقوبة القدر جزاء ذنوبهم ومعاصيهم. ومنها عقيدة (المخلص) الخارجي الذي سينقذهم من واقعهم بطريقة سحرية خرافية دون تدخل منهم. وما ذاك إلا لعقدة النقص التي تجعلهم يطلبون الخلاص لا من داخل أنفسهم، وإنما يتطلعون دوماً إلى المنقذ الخارجي. قال تعالى: (وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (البقرة:89). لقد كانوا يبشرون أنفسهم بالنبي الموعود الذي سيتم الفتح على يده، ويقتلون به أعداءهم؛ فهم يستفتحون به عليهم. وجاء المنقذ، وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. لكن لما كانوا يتخيلون – كما يتخيل الشيعة عن مهديهم – أن الإنقاذ سيكون على يديه بطريقة سحرية دون تدخل منهم - إضافة إلى كونهم يريدونه من بني إسرائيل – وجاء الواقع على غير ما يتخيلون. فالإنقاذ لا بد له من عمل مناسب يقومون به. فلما وقع الأمر على غير أوهامهم كفروا به فلعنة الله على الكافرين. وعادوا يعتقدون بالوهم، يتعللون به، يسمونه ملك السلام. وما هو إلا المسيح الدجال مهدي الشيعة. وبسبب هذه العقيدة (المخلص الخارجي) مع الضعف الذاتي تجد الخيانة حاضرة لدى اليهود والشيعة؛ إذ تنعكس هذه العقيدة في الواقع العملي تعلقاً بكل قوة خارجية، واستعانة بها على أوطانهم. فاليهودي والشيعي – إلا من رحم – لا يشعر بالانتماء إلى وطنه. مطبوع على العمالة للأجنبي. وتجد عقدة النقص حاضرة في قولهم كما جاء في الآية الكريمة: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:88)، وقوله تعالى: (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً) (النساء:155). وهذه تسمى في علم النفس بـ(عقدة الخصاء الذهني)، وهي أحد مظاهر (عقدة النقص).
2. الخوف والجبن وهذه السمة فرع عن عقدة النقص . في (سورة البقرة) قصتان : أحداهما (قصة البقرة) عبرت عن بخل اليهود بالمال، والأُخرى (قصة طالوت وجالوت الآيات:246-251) عن جبن اليهود وبخلهم بالنفس في سبيل الله. ورد في مواضع عديدة الحديث عن خوف اليهود وجبنهم، منها قوله تعالى: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (البقرة:96). وهذا هو أصل الخوف والجبن: حب الدنيا والحرص الشديد على الحياة. وفي المحاورة التي دارت بين موسى عليه السلام وقومه وهو يحرضهم على دخول الأرض المقدسة صورة بشعة للجبن الذي كانوا عليه. قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ*يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ*قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ*قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ*قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:20-24). (لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ*لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر:13-14). وهذا وإن جاء في سياق الحديث عن المنافقين، إلا أن الواقع يفسره باليهود؛ إذ هم الذين يومها قاتلوا المسلمين (فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ). وكما قال تعالى عن بني النضير: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) (الحشر:2). وقال: (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (الأحزاب:26). والصياصي هي الحصون. ومن علامات الخوف تعاملهم مع مواطنيهم بـ(التقية)، كما قال تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:76).
3. عقدة الاضطهاد تولدت (عقدة الاضطهاد) من طول القهر والمعاناة التي تعرض لها اليهود في تاريخهم، كما جاء في قوله تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (البقرة:49). وقوله: (قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الأعراف:129). وتتجلى هذه العقدة من خلال وجود سمتين متناقضتين في الشخصية اليهودية: التجبر في الأرض عند التمكن إلى حد تجرؤهم على قتل الأنبياء عليهم السلام، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى التذلل والمسكنة عند الضعف إلى حد الحرص على الحياة (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ) أي حياة مهما كانت ذليلة مهينة! وهذا من أبرز سمات (الشخصية الاضطهادية). وفي ذلك يقول تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (البقرة:87). ويقول: (سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) (آل عمران:181). وانظر إلى تكبرهم عن الحق حين يشعرون بالقوة: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة:55)! لكنهم في الوقت نفسه كما قال سبحانه عنهم: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة:61). تأمل كيف جمعوا بين الذلة والمسكنة (الماسوشية)، وبين قتل الأنبياء والكفر والعصيان (السادية). وبينما تجدهم في حال أذلاء يتمسكنون، تجدهم في حال أخرى عتاة قساة إلى حد التحجر: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) (البقرة:74). ومن هنا نشأت لديهم (عقدة الانتقام)، والتلذذ بتعذيب الضحية (السادية).
4. العدوانية والعنف تتمثل هذه العقدة بقسوة قلوبهم البالغة كما تشهد به الآية السابقة ، وكذلك قولـه تعالى : (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) (المائدة:13) ، وكثرة إقدامهم على جريمة كبيرة مغلظة هي قتل الأنبياء عليهم السلام. بل تفاخرهم بها كما أخبر عنهم ربنا تعالى فقال: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) (النساء:157)! وليس هذا لأنهم لا يعتقدون بصدقهم. بل الأمر على العكس كما قال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:146). وقال: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) (الصف:5). فهم يؤذون رسولهم عن علم. إن السبب الحقيقي هو مجيء الأنبياء بما يخالف رغباتهم وأهواءهم، كما قال تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) (البقرة:87). وقال: (لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ) (المائدة:70)! كما حاولوا قتل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة. ولنفوسهم المطبوعة على العدوانية والعنف تراهم يحاولون إثارة الحروب بين الأمم. قال تعالى: (وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة:64).
5. البخل وحب المال والخضوع لسلطانه تحدث القرآن عن بخل اليهود وحبهم الجارف للمال في عدة مواضع منه . أولها حين قص علينا قصتهم مع البقرة (الآيات: 67-73). وفيها يظهر تعنتهم البالغ في مدافعة الأمر الإلهي بشتى الحجج الواهية حرصاً على عدم ذبح بقرة.. أي بقرة! ولبخلهم الذي بلغ حد العقدة، التي يُسقطونها على الغير، حتى لو كان هو الله سبحانه!!! وصموا الرب جل جلاله بالفقير الذي يستجدي أموالهم حين نزل قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة:245) فقالوا: (إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ) (آل عمران:181)! وفيهم وفي أمثالهم نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (التوبة:34). وما ذلك إلا لحبهم الشديد للمال. وهذا ما دعاهم لأن يتطلبون المال من أي وجه كان، بالحق وبالباطل، ويأكلون السحت الحرام. قال تعالى: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) (النساء:161). وقال: (وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (المائدة:62). وقال: (لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) (المائدة:63). وقد صور القرآن شدة بخلهم حين قال: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) (النساء:53)!. بل وصل الحال بهم إلى أن عبدوا الذهب في صورة العجل! قال تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) (الأعراف:148). وقال: (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة:92). لقد كان العجل رمز القوة عند الفراعنة الذين كانوا يضطهدون اليهود؛ فكان المفترض فيهم أن يكفروا بكل صورة للعجل، لا أن يحبوه إلى حد العبادة.. حباً وصفه الله تعالى أبلغ تعبير حين قال: (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:93)!. ولكن الشخصية الاضطهادية تفرض على المصاب بها أن يقع فيما يسمى في علم النفس بـ(التوحد بالمعتدي). فـ(يجتاف) المضطهد صفات وشخصية من اضطهده، ويصبح صورة مشوهة عنه. ولعظمة المال في نفوسهم، وشدة خضوعهم لسلطانه، لم يتصوروا ملكاً أو قائداً إلا غنياً. أما الفقير فلا يصلح للقيادة. قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ) (البقرة:247). 6. عقدة السيد أو الشعور بالتمايز تبدو هذه العقدة واضحة من خلال الآيات التالية: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) (المائدة:18). (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) (النساء:49). (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ) (آل عمران:24). (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:94). 6. عقدة التعصب يقول تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ) (البقرة:91). أي لا نتبع إلا ما أنزل علينا، وأما ما كان عند غيرنا فلن نتبعه حتى لو كان حقاً نازلاً من عند الله! فهم لم يقولوا: نؤمن بما أنزل من عند الله مطلقاً، وإنما قالوا: نؤمن من ذلك بما كان نازلاً علينا فقط! فأي تعصب أبلغ من هذا؟!!! ومن ذلك قولهم: (وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ) (آل عمران:73). بعد تحايلهم في صرف المسلمين عن دينهم الذي جاء في قوله تعالى: (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (آل عمران:72). ويتجلى التعصب عندما ينظر إلى (الآخر) على أنه شر كله. ليس فيه من خير قط! وإنكار ما عنده مطلقاً، دون تفريق بين حق وباطل. وذلك رغم ما يشهد بخلافه ما عندهم من كتاب: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (البقرة:113). أين هذا من النظرة الموضوعية الإسلامية؟ والإنصاف الرباني الذي يعطي كل ذي حق حقه؟ كما في قوله تعالى: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) (آل عمران:113). وقوله: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:75). ولا يفوتنك النظر إلى تعصبهم المقيت في الآية حين أباحوا مال الغير مدعين كاذبين عن علم ويقين أنه (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ). ومن تعصبهم ما جاء في قوله تعالى عنهم: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) (البقرة:120). ومنه قوله : (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ*وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:73). 7. الخداع والمراوغة يقول تعالى عن بني إسرائيل: (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:42). لكنهم أبوا إلا أن ينساقوا مع انحرافهم النفسي، ويمارسوا دورهم في خداع الناس وتضليلهم! كما قال سبحانه: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (آل عمران:71). وقال: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (آل عمران:99). وقال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ) (النساء:44). وقال: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً) (النساء:160). ومن ذلك التلاعب بألسنتهم خداعاً وتضليلاً. قال تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:78). ومن أساليبهم المخادعة تلاعبهم بالكلمات كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (البقرة:104). وقال: (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلاً) (النساء:46). وفي قصة (البقرة) شاهد واضح على تأصل طابع المراوغة في نفسية اليهود. وكذلك تحايلهم في صيد السمك يوم السبت، وقد نهوا عنه. فنصبوا شباكهم ليلة السبت، واستخرجوها يوم الأحد. 8. الكذب رصد القرآن أكاذيب اليهود في مواضع كثيرة منها: قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:75). وقوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً*انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً*أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) (النساء:49-51) وقوله: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:41) ومن أكاذيبهم قولهم: (إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ). فرد الله عليهم كذبتهم هذه بقوله: (قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (آل عمران:183). ومنها قولهم للمشركين: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) (النساء:50).
9. الحقد تجد صفة الحقد عند اليهود بارزة في قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82). هذا وقد ظهر من عداوة النصارى للمسلمين من الفظائع ما ظهر. ومع ذلك فاليهود أشد منهم عداوة. ولكن أولئك يقدرون فيظهرون، وهؤلاء في أكثر الحقب يعجزون فيضمرون. ويعوضون عجزهم ونقصهم بإثارة الحروب على البشرية عن طريق الآخرين. قال تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (المائدة:64). وفي الآية تنصيص على العداوات والبغضاء فيما بينهم، فكيف فيما بينهم وبين غيرهم؟! وحين تستقرئ الواقع – والعراق والأحواز شاهد – تجد أن الشيعة أشد عداوة للذين آمنوا من اليهود. وإليهم الإشارة في قوله: (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا). فقد بلغوا من الشرك وخبث العقائد ما فاقوا بها المشركين من قبل.
10. اللؤم أو نكران الجميل انظر كيف أحسن الله إليهم برغد العيش والأمن كما أخبر فقال: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة:58)! ثم انظر كيف كان ردهم على هذا الجميل: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (البقرة:59)! وقد تفضل الله عليهم بأنواع لإحسان والنعم، لكنهم قابلوا ذلك بالجحود والنكران. ومن ذلك ما قصه الله تعالى عنهم بقوله الشريف: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (الأعراف:160). وقد أشار الله جل وعلا إلى لؤمهم وعدم وفاءهم بقوله: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (البقرة:40،41). مع هذا الإحسان، وبدلاً من أن يكونوا أول الأوفياء الشاكرين، أبوا إلا أن يكونوا أول الكافرين!!! وأجد في الآية إشارة وجدانية في غاية التأثير، في قوله: (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ). فكأنه يقول: إذا كان ولا بد فكونوا آخر الكافرين، لا أولهم! ومن لؤمهم كثرة نقضهم للعهود والمواثيق. كما قال تعالى: (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة:100). وفي قصة الإسرائيلي مع النبي موسى ، التي وردت في سورة (القصص)، حين استنصره على عدوه الذي كان يقتتل معه في السوق، مثال واضح على اللؤم وعدم الوفاء عند يهود. لقد كان جزاء موسى على إحسانه أن أفشى ذلك اليهودي السر في اليوم التالي، وتقمص جبة الواعظ وهو يقول لموسى : (يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) (القصص:19)! ودفع موسى الثمن تشرداً راعياً للغنم في الصحراء بعيداً عن أهله ووطنه. بعد أن كان ينعم برغد العيش في قصور فرعون! 11. البارانويا وأوهام الاضطهاد يحس اليهود بالغبن ويشعرون بالاضطهاد من الآخرين، ولو لم يكن حقيقياً، أو كانوا هم السبب فيما يحصل لهم من أذى على سبيل العقوبة والقصاص. وتهدف هذه العملية النفسية لا شعورياً (إلى تبرير أو شرعنة العدوان على الغير من خلال تأثيمه وتحميله مسؤولية ما يوجد من شر أو مأزق أو خراب، مع تبخيسه والحط من قدره وتحويله إلى عقبة وجودية في طريق السعادة والوصول إلى تحقيق الذات أو الهدف. يترافق ذلك مع رد فعل يتلخص ببراءة الذات التي تصور كضحية لذلك الغير. وبهذا ينفتح السبيل أمام إطلاق العنان للعدوانية الذاتية في رد فعل تهجمي تدميري ضد الآخر المسؤول تحت شعار الدفاع المشروع عن النفس. وعماد شرعنة العدوان على الغير هو الإحساس بالغبن، وبروز الاتجاه الانتصافي أو الثأر للذات) . تجد هذا الانحراف النفسي واضحاً في عداوتهم لجبريل عليه السلام! فقد روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى بسنده عن ابن عباس أن عصابة من يهود حضرت النبي فسألته عن أشياء فصدقوه بها جميعاً، حتى قالوا له: (وأنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك؟ قال: فإن وليي جبريل ، ولم يبعث الله نبياً قط إلا وهو وليه. قالوا: فعندها نفارقك. لو كان وليك سواه – وفي رواية: لو قلت: ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر – لتابعناك وصدقناك. قال: فما يمنعكم أن تصدقوه؟ قالوا: إنه عدونا – وفي رواية: ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب – فعند ذلك قال الله عز وجل: (من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله) إلى قوله: (كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون). فعند ذاك (باءوا بغضب على غضب). وأصل الحديث في عداوتهم لجبريل في صحيح البخاري. ولهذا السبب شرعنوا وأجازوا لأنفسهم كل ما يفعلونه بالغير من شر وأذى متذرعين بقولهم: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) (آل عمران:75). وفيه يبرز (تشييء الآخر)، و(الاتجاه الانتصافي) في التعامل معه.
12. الصفاقة والوقاحة الصفاقة: قلة الحياء ومثلها الوقاحة. ولم أر كاليهود – ومثلهم الفرس - في صفاقتهم وبرودة وجوههم! انظر إلى صفاقتهم في افتخارهم (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) (النساء:157)! وإلى جرأتهم وقلة حياءهم مع الله رب العالمين حين قالوا: (يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ) (المائدة:64)! وإلى تعنتهم في الاستجابة لدواعي الإيمان حتى قالوا لنبيهم الذي كتب الله تعالى على يده الخلاص لهم من فرعون وظلمه: (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) (البقرة:55)! بل وصل أذاهم له إلى أن اتهموه في عرضه! وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) (الأحزاب:69). وتأمل هذه الشكوى الأليمة من إنسان لم يبدر منه إلا الإحسان إليهم، ثم هم لا يترددون من وصمه بما وصموه به. حتى لكأني أحس بصدر النبي الكريم موسى يئز وهو يقول لهم: (يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) (الصف:5)!!! وكان النبي محمد إذا أوذي تذكر موسى فيقول: (رحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر) رواه البخاري.
13. الخرافية والسحر أما السحر فهم أهله وأمه وأبوه! نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وتركوه إلى السحر والشعوذة! كما قال سبحانه: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ * وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) (البقرة:101،102). وقد أشربت عقولهم وقلوبهم الخرافة . فهم يستجيبون إليها لأضعف داع . فهاهم اللحظة نجوا من فرعون ، وعبروا البحر بأعجوبة معجزة (فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) (الأعراف:138) فتصور! وما إن تركهم موسى ليناجي ربه، حتى انفرد بهم السامري، واستهوى أفئدتهم بشعوذات خرافية (قبضة تراب ودعوى كاذبة) ليحولهم - وببساطة مذهلة - من التوحيد إلى الشرك! (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ * قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) (طـه:95،96)!. أما توراتهم المحرفة فتعج الخرافات والأكاذيب الخارجة عن مقتضى العقل. ولست في مقام البحث والتقصي؛ فلا أراني في حاجة إلى الاستشهاد بشيء منها. وأكتفي بهذه الإشارة.
14. الحسد الحسد تعبير عن نفسية طفولية نكوصية، لا يليق بإنسان ناضج، فضلاً عن أمة يفترض أن تكون حاملة لرسالة عالمية. وأرى منشأه من عقدة النقص. فإن المرء المصاب بعقدة النقص إذا وجد نفسه عاجزاً عن مجاراة الآخرين تمنى زوال نعمتهم؛ ليتساووا أجمعين. يقول سيدنا عثمان ذو النورين : (ودت الزانية لو زنت النساء كلهن). ومما جاء في حسد اليهود من آيات: (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) (البقرة:90). (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء:54). (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) (البقرة:109).
15. الغدر اشتهر اليهود بالغدر ونقض العهود. ومن ذلك ما فعل بنو النضير من محاولتهم قتل رسول الله غدراً بإلقاء صخرة عليه من فوق بناء كان يستظل به عندهم، وقد كان بينه وبينهم عهد وموثق، وجاءهم يستعينهم على دية رجلين قتلهما أحد أصحابه (عمرو بن أُمية الضمري) خطأً. وكان ذلك هو السبب في إجلاءهم. وفيهم نزل قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ) (الحشر:2). وقد بوّب البخاري في صحيحه: (باب حديث بني النضير ومخرج رسول الله إليهم في دية الرجلين وما أرادوا من الغدر برسول الله ). واستشهد عليه بالآية السابقة. وفي سنن أبي داود عن أحد الصحابة قال: (أجمعت بنو النضير بالغدر فأرسلوا إلى رسول الله ...).
بيانات العضو
همس الورد
.. ..
معلومات العضو
الجنس »•: : العمر »•: : 35اڷمڜارگات »•: : 1126نقاط التميز »•: : 3409تقييم العضو »•: : 21
معلومات الاتصال
موضوع: رد: قراءة نفسية في عقيدة التشيع(4)صلة اليهود بالشيعة الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 3:20 pm
المبحث الثالث
المنهج القرآني في التعامل مع اليهود
قبل أن نبدأ البحث في منهج القرآن في التعامل مع اليهود، لا بد أن نبين أن اليهود لم ينتفعوا من دعوة الإسلام بشيء، وظلوا على كفرهم ودينهم إلا القليل منهم. وهذا يعني عدة أمور، منها: 1. ليس من شرط العلاج أن يصل بالمريض إلى الشفاء؛ فلربما يكون المرض قد بلغ مرحلة اليأس. (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) (الرعد:31). فلا يصح أن نترك العلاج الرباني لعدم انتفاع المدعو به، ونظل نجرب علاجات أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، متعللين بما يسمى بـ(الحكمة). التي دخل تحت مسماها كل شيء إلا حكمة الشرع! لقد كان رسول الله بالغ الحكمة، ومع ذلك لم يستطع هداية قوم استحبوا العمى على الهدى. يقول تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99). 2. إذا كان سبب الضلال مرض القلوب وزيغها، وتشربها بالكفر والبدع والمعاصي، فهيهات هيهات أن تهتدي. إلا وفق شروط صعبة جداً! يقول تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (الصف:5). (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة:10). (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة:125). ولهذا لم يهتد اليهود، وما كان لهم أن يهتدوا؛ فتعامل القرآن الكريم معهم على هذا الأساس: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة:75). ولما كان ضلال الشيعة سببه مرض القلوب وزيغها ؛ فيبعد أن يهتدوا كذلك؛ فينبغي التعامل معهم على هذا الأساس. ولما كانت أمراض الفريقين متشابهة؛ فالعلاج أو التعامل مع كلتا الطائفتين ينبغي أن يكون واحداً أو متشابهاً. فلننظر إلى طريقة القرآن - التي طبقها الرسول - في التعامل مع اليهود، ثم نعديها إلى الشيعة. إن هذا هو أقرب شيء إلى الصواب في مواجهة الشيعة ومحاولة علاجهم من مرض التشيع. مع الأخذ بنظر الاعتبار وجود فارق، ربما يكون له تأثير في تنويع العلاج شيئاً ما، هو العامل العرقي والاجتماعي. فإن هناك نسبة من الشيعة يمكن أن نقدرها بحدود 10% تتحسس انتماءها العربي، ولها تقاليدها العشائرية التي ربما تجعلنا نفكر في اتباع وسائل وأساليب محورة بعض الشيء عن الوسائل والأساليب المطلوب اتباعها مع يهود، ومع هذه النسبة (10%) حصراً. مع ملاحظة أمرين مهمين: 1. أن هذه النسبة لا أثر لها في توجيه الأحداث، وتخفيف حدة التيار الشيعي الشعوبي العام. فلا ينبغي التعويل عليها بشيء. إنما ينظر إليها عند البحث في المعادلة الدعوية. 2. لا ينبغي أن يؤثر الطمع في تغيير هذه النسبة في الخط العام لأسلوب المواجهة والتغيير، الذي نرى وجوب مشابهته التامة لأسلوب القرآن الكريم مع اليهود. المعالم الرئيسة للمنهج في بداية الفصل الأول من كتاب (لا بد من لعن الظلام) كان الحديث عن المنهج القرآني في خطاب اليهود والتعامل معهم، وذلك من خلال (سورة البقرة).
1. الدعوة المجملة إلى الحق وقد تبين لنا أن القرآن العظيم اكتفى بدعوة اليهود دعوة مجملة مقتضبة إلى الإيمان بالدين الحق وتقوى الله تعالى، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وتطبيق ما في التوراة عموماً، وفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم مع الله عز وجل: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ). ويلاحظ على أسلوب الدعوة أنه كان شديداً من البداية، ونبرته تزداد حدة جملة بعد جملة: (وَآمِنوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ * وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُون * وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ * أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (البقرة:40-44). وظلت النبرة في علوها المتصاعد آية آية، حتى دمغتهم بمخازي أجدادهم الذين خالفوا الأوامر وارتكبوا ما نهوا عنه فغضب الله فعاقبهم عقوبة يندى لها الجبين. ولم يتردد القرآن في التذكير بها مداراة لهم، أو تقرباً منهم ، بل صرح قائلاً: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65). ولم يكتف القرآن ببيان الحق البعيد عن الإثارة – كما هو ديدن الترضويين المهزومين - بل أمرهم بالحق المعطل الذي ينفرون منه ومن ذكره، فضلاً عن الأمر به. ويلاحظ أنه حتى الدعوة إلى أفراد الحق المتروك كالحكم بما في التوراة، جاءت في أسلوب الإنكار والتقريع على تركهم إياها! اقرأ قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ) (المائدة:66). (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (المائدة:68). 2. التنديد المفصل بالباطل ومع الدعوة إلى الحق، تجد التنديد بأباطيلهم وانحرافاتهم متشابكا متداخلا. فليس هناك من تورية ولا مجاملة بل وضوح وصراحة كاملة، في ذكر حقائق مرة عن دينهم المبدل وما هم عليه من أخلاق وتلبيس وكتم للحق عن علم، وازدواجية لا تتناسب مع حملة كتاب وأمة رسالة. ويلاحظ أن ذكر الباطل جاء مفصلاً تفصيلاً، على عكس الدعوة إلى الحق.
3. الفضح المعلن للمخازي والسوءات الماضية والحاضرة وزادت آيات الكتاب فذكرت اليهود بمخازيهم ، وكشفت عن سوءاتهم الماضية منها والحاضرة. في سلسلة طويلة من المخازي وسوء الأفعال والأخلاق. ويلاحظ أن غالب المخازي التاريخية جاء ذكره في صيغة الخطاب المباشر، فكأن الذين ارتكبوا تلك المخازي والآثام ليسوا جيلاً أو أجيالا مضت وانقضت، وإنما هو هذا الجيل الحاضر المخاطب.
4. لا قيمة لنفرة النافرين أو رضاهم ويلاحظ على المنهج انه لا يعير أدنى اهتمام لمسألة نفرة أصحاب الباطل من هذا الأسلوب، وانزعاجهم من مواجهتهم بأباطيلهم. بل إن إنكار منكرهم وإبطال باطلهم هو أول ركن من أركان هذا المنهج القرآني العظيم. ألا تجده حين ذكر إعراضهم عن الحق فقال: (فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) (المدثر:49) أتبعه بما يزيدهم إعراضاً ونفرة فقال: (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) (المدثر:50،51)؟! 5. تجريدهم من دعوى الانتساب إلى الأنبياء عليهم السلام كما جردتهم الآيات الربانية من الانتساب الحقيقي لركب الأنبياء عليهم السلام: إبراهيم وموسى وإسحاق ويعقوب والأسباط. في الوقت الذي أعلنت أن هؤلاء (مسلمون) ليسوا يهودا - ولا نصارى ولا مشركين - وأن الوريث الوحيد لهم الذي يستحق تلك النسبة هم (المسلمون) حملة المنهج الحق الذي كان يحمله أولئك الأنبياء الكرام عليهم السلام، الذي تنصل عن حمله اليهود فكان مثلهم كمثل الحمير تحمل أسفارا! (وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (البقرة:135). (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (البقرة:67). (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (آل عمران:68). وجملة القول أن القرآن الكريم حين يذكر المتبوع لا يكتفي بمدحه دون أن يقرنه بالدعوة إلى الغاية العليا منه، إلا وهي الالتزام بمنهجه. مع التصريح بأن الأتباع هؤلاء كاذبون في دعواهم التبعية، بالدليل القائم على ذكر تفاصـيل ما يكذب دعواهـم مـن انحرافاتهم المخالفة لمنهجه ودينه ودعوته.
6. الإعلان عن فشل المنهج التقريبي أو الترضوي وتعلن آيات الكتاب عن حقيقة في غاية الأهمية ألا وهي: فشل المنهج التقريبي المبني على محاولة إرضاء أمثال هؤلاء، مبينة أن تقريبهم وإرضاءهم غاية لا تدرك إلا بشيء واحد هو اتباع ملتهم وتلبية رغباتهم وأهواءهم فتكون مثلهم : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (البقرة:120). والبديل هو دعوتهم إلى الحق الأبلج: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (البقرة:136،137). ولا يفوتنك أن تستشعر هذه العزة الإيمانية التي افتقدناها من زمان في ظل المناهج الترضوية الهوائية. إن هذه الآيات تضع أهلها أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما أن نحترم أنفسنا ونكف عن المداهنات الباطلة، والمحاولات الآيسة الفاشلة، طمعاً في إرضاء خصوم لا يرضون. وإما أن نقطع الشوط إلى نهايته ؛ فنكون مثلهم ، ونرتاح من هذا العناء (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ). 7. نبرة الاستعلاء والعزة الإيمانية وتأمل نبرة الاستعلاء في هذه الآيات! تلك التي تغرس الثقة في نفوس المؤمنين، وتجعلهم في منأى عن التردي في حمأة الشعور بالنقص، المؤدي بهم إلى الجنوح إلى محاولات الترضية المخجلة المتمثلة في كيل المدائح المجردة للرموز المتبعة كذباً؛ عسى أن يلين أولئك (المتبعون)؛ فيصدقوا أننا نحب رموزهم ونتبعهم حقاً؛ فيرضوا عنا، ونكون منهم ويكونوا منا. كلا. بل القرآن لا يعترف بانتسابهم هذا من الأساس. إنه يسحب البساط من تحتهم ويجعله تحت المنتسبين الحقيقيين؛ فعلى اليهود وأمثالهم أن يثبتوا لهم صدق دعواهم ويأتوا إليهم ليرضوهم ويفوزوا بمنحهم صك التوثيق والاعتراف. وذلك بالإيمان بمثل ما آمن به المؤمنون المتبعون حقيقة لمنهج الأنبياء عليهم السلامفَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) فالإيمان الحق إيمانكم وهو المقياس، وهو النموذج الذي يقاس عليه ويحتذى حذوه. فأنتم الأصل، وأنتم المرجع. وعلى اليهود أن يأتوا إليكم صاغرين تابعين، وإلا فـ( إِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ). الكافي هو الله؛ فارجع إليه واتبع منهجه تفز بنصره ورضاه، وتكن على يقين من أنك على هداه. وأما من خالف وأبى منهم، فلا تأبه لهم، ولا تنشغل برضاهم أو سخطهم؛ فإن الله سيكفيك ويغنيك ويحميك
بيانات العضو
شمريه والفخر ليه
ღ مراقبه ღ
معلومات العضو
الجنس »•: : العمر »•: : 32اڷمڜارگات »•: : 1771نقاط التميز »•: : 3050تقييم العضو »•: : 18
معلومات الاتصال
موضوع: رد: قراءة نفسية في عقيدة التشيع(4)صلة اليهود بالشيعة الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 7:36 pm
بيانات العضو
*شيماء*
ღ مشرفه ღ
معلومات العضو
الجنس »•: : العمر »•: : 33اڷمڜارگات »•: : 743نقاط التميز »•: : 912تقييم العضو »•: : 10
معلومات الاتصال
موضوع: رد: قراءة نفسية في عقيدة التشيع(4)صلة اليهود بالشيعة الأربعاء سبتمبر 29, 2010 7:35 pm